فازت المخرجة آندريه آرنولد بجائزة الحكام الكبرى في عام 2006 لمهرجان كان السينمائي عن فيلمها الأول "طريق أحمر" إذ تعامل ذلك الفيلم مع قضايا ذات مجال واسع مثل الخصوصية في عصر التكنولوجيا والسلطة الجنسية والعزلة في المدن. أما فيلمها الثاني "خزان السمك"

فازت المخرجة آندريه آرنولد بجائزة الحكام الكبرى في عام 2006 لمهرجان كان السينمائي عن فيلمها الأول "طريق أحمر" إذ تعامل ذلك الفيلم مع قضايا ذات مجال واسع مثل الخصوصية في عصر التكنولوجيا والسلطة الجنسية والعزلة في المدن. أما فيلمها الثاني "خزان السمك" فقد ركز أكثـر على محنة الفتاة المراهقة المضطربة والمتمردة. إنها شخصية محبوبة ومع ذلك نجحت المخرجة في البقاء معها في رحلتها على العثور على مكان تستطيع فيه أن تنجح وتزدهر.

يعد فيلمها الأخير "حبيب أميركي"، الذي يستمرّ لمدة ثلاث ساعات، أشد أفلامها طموحاً لحد الآن. فقد فاز بجائزة الحكام في كان 2016 إضافة إلى فوزه بأفضل فيلم بريطاني مستقل.
إنه يمنحنا صورة الباحث فينا الذي يتوق إلى السير في الطريق المفتوح ويطرح مسؤوليات المراهقة وضجر الحياة اليومية. إنه يحاور العاشق الذي تريد معه أن تخضع للحب بشكل سرّي لكنه دائماً يبدو محسوماً من أجل الجنس بدلاً . وذلك يؤدي إلى الاضطراب وخيبة الأمل.
في المشاهد الافتتاحية لهذا الفيلم الطويل، نجتمع بـ"ستار" (ساشا لين)، وهي فتاة شجاعة عمرها 18 عاما يرهقها أبواها المتخليان عن المسؤولية بالاعتناء باثنين من اخوتها الصغار. مع القليل من الطعام وعدم وجود المال، يتم إجبار "ستار" للبحث عن الطعام في مكبات النفايات. حين تمر بها السيارة تحاول الركوب متطفلة."الله هو آت"، كما يقول الملصق ، وتتساءل: "هل نحن غير مرئيين؟" نعم، والملايين من الأمريكيين مثل هؤلاء ضعفاء ومشاكسون وغير مرئيين بالنسبة للأغنياء والأقوياء.
يتم تقديم "ستار"  لدخول هذا العالم بعد لقائها جيك (شيا لابوف) والذي فتن بها  وهو محتال يمتلك الطاقة الفعالة. صادفته وهو ينبسط في رقص مثير لها في "وول مارت" بأوكلاهوما. يدعوها للانضمام إليه في عربة مليئة بالشباب الذين يبيعون اشتراكات المجلات من بيت إلى بيت. يزورون مجتمعات الطبقة الغنية عبر السهول الكبرى. تقرر ستار إعطاء حياتها معنى كمقدمة رعاية في مقابل حياة متشردة على الطريق مع جيك وفرقته من المنعزلين والخاسرين، غير الأسوياء، ومدمني المخدرات. لا تستغرق وقتا طويلا لكي تعلم أن القائد الحقيقي للمجموعة هو كريستال (رايلي كيو) التي تراقب عمل فريق المبيعات الشباب لها. وهي المتعطشة للسلطة وسيدة سيئة تسيطر على جيك وتستفيد جيدا منه كما إنه لها اكبر مصدر، المدرب والرجل والعبد. جيك يعلّم ستار كيف تخدع في عمل المبيعات، لكنها ترفض الطريقة وهذه العادة في سرقة الأشياء من المنازل التي يفتح أصحابها أبوابها لهم. خداعه هو المنعطف. ونحن ندرك أن جرأة جيك تنبع من جراح له بسبب القلق والشعور بالوحدة.
تقرر ستار أن تعطي معنى لحياتها العبثية كمانحة للعناية مقابل الحياة على الطريق مع جك ومجموعته من الوحيدين والفاشلين ومدمني المخدرات.
إن فيلم "حبيب أميركي" هو فيلم طريق يجول هنا وهناك إذ أن المخرجة أندريه آرنولد تشعر بأن الوقت المناسب قد حلّ قريباً. خلال هذه الدراما القوية نتعرف على هذين الروحين اللتين تعانيان من الشعور الجريح؛ غير عارفين  كيفية العثور على المعنى والسعادة في الحياة فإنهما مدفوعان في التجارب الوحشية غير المخطط لها.
المشهد الختامي للفيلم هو لحظة ساحرة: ستار التي كانت تخاف الماء وغير قادرة على السباحة تغمر نفسها في معمودية مسيطر عليها ذاتياً وتخرج من الماء منتعشة متجددة. نعلم بأنها جاهزة لمواجهة عالم جديد مع دروس صعبة تعلمتها في رحلتها الروحية الطويلة المثمرة.