يواصل الباحث السينمائي مهدي عباس جهده في التوثيق السينمائي للمنجز العراقي على مدى اكثر من ستة عقود من الزمن..وهو بذلك يقتفي اثر استاذه احمد فياض المفرجي مع غياب ولامبالاة كاملة من المؤسسات المعنية بهذا الموضوع.
فمثل هذا المسعى الذي يقوم به مهدي عباس ومن قبله الباحث المفرجي، هو عادة ما تنهض به مؤسسات مختصة في بلدان وترصد له امكانات مادية وتقنية كبيرة.
والدليل السنوي الجديد للباحث يعنى بالنتاج السينمائي العراقي لعام 2016 ، افلام قصيرة وطويلة، مهرجانات، اصدارات، ونشاطات سينمائية مختلفة، اضافة الى المبدعين في المجال السينمائي والذي كان هذا العام محطتهم الاخيرة في الحياة .
ويحرص الباحث مهدي عباس على توثيق الحدث السينمائي في هذا العام كما في الاعوام التي سبقته.. ويقول في مستهل كتابه انها مهمة شاقة "تتطلب التواصل بشكل يومي مع كل ما يخص السينما العراقية من افلام ومهرجانات وإصدارات وعروض، وهو بلا شك عمل مؤسساتي لكن في ظل عدم اهتمام المؤسسات السينمائية بهذا الموضوع ولكي لايضيع تاريخ السينما العراقية أخذت على عاتقي الاهتمام بتوثيق نشاط السينما العراقية لكي يكون مرجعاً سنوياً لكل من يهتم بالسينما العراقية ونشاطها وتاريخها".
فبعد دليل الفيلم العراقي -1997، وموسوعة المخرجين العرب في القرن العشرين -2000، وكتابات في السينما العراقية- 2006، وجولة في السينما الكردية - 2009 ودليل الفيلم الروائي الجزء الثاني- 2010، ليخرج الباحث المجتهد مهدي عباس بموسوعة مهمة تنهض بمهمة رصد التاريخ السينمائي الروائي العراقي من خلال كتابه الذي يحمل عنوان (الدليل الشامل للفيلم الروائي الطويل – 1946 -2012) .
ويواصل جهده التوثيقي في هذا الدليل، الذي تضمن ستة فصول تناول في الفصل الاول مجمل النشاطات السينمائية التي شهدها العراق بما فيها المهرجانات التي اسس البعض منها مكانة ثابتة له مثل: بغداد ودهوك والنهج .. بالاضافة الى بروز مهرجانات اخرى كالسليمانية، وواسط واقمرة. ويشير الى بعض الأخطاء التنظيمية لهذه المهرجانات... فيما خصص الفصل الثاني من الكتاب للاصدارات السينمائية التي صدرت في العام نفسه مثل كتاب (كلاكيت) للناقد علاء المفرجي، وكتاب (السينما والارهاب) لمهدي عباس، و(المنهج الاخلاقي للعمل السينمائي) للمترجم جودت جالي، وكتاب (هوليوود في بغداد) للناقد احمد فاضل.
وخصص الفصل الثالث من الدليل للافلام المشاركة في المهرجانات السينمائية وهو جهد من الباحث يستحق الإشادة ، خاصة وان المعلومات مستقاة عن طريق جهد شخصي بذله الباحث .. ويصل فيه الى ان الافلام العراقية شاركت باكثر من 200 مهرجان سينمائي في مختلف بقاع العالم، ويتوقف عند بعض الافلام التي نالت جوائز في هذه المهرجانات.
ويتوقف في الفصل الرابع عند الأسماء المبدعة التي تعمل في المجال السينمائي وغادرتنا، ومنها: الفنان يوسف العاني، جبار غريب، زهير الدجيلي،عمانوئيل رسام، محمد شاكر السبع... واخرون.
نشير الى ان الكتاب طبع بجهد من الباحث نفسه، وهنا نشير الى دور وزارة الثقافة بضروروة الانتباه للمسعى الذي يقوم به الباحث على مدى اكثر من ربع قرن، والعمل على تقديم ما ممكن لعمله باعتباره جهداً توثيقياً مهماً في وقت يتناسى الكثير الدور التوثيقي واهميته في صياغة الذاكرة الثقافية العراقية.
دليل السينما العراقية بجهدٍ شخصيّ
[post-views]
نشر في: 25 يناير, 2017: 02:39 م
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...