اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أصحاب مشروع التسوية.. هل يتداركون الخطأ التاريخي؟

أصحاب مشروع التسوية.. هل يتداركون الخطأ التاريخي؟

نشر في: 28 يناير, 2017: 06:28 م

adnan.h@almadapaper.net

هذا ما حصل من قبل بالتمام والكمال، بدل المرة الواحدة مرات عدة. والآن يحصل الشيء نفسه تقريباً. وكما انتهى ما حصل من قبل الى النسيان، فالأرجح أن ينتهي ما يحصل حالياً إلى المآل ذاته.
المعنيُّ بهذا الكلام مشروع التسوية التاريخية أو الوطنية في العراق، الذي لم يزل يلفّ ويدور في دائرة القوى السياسية، وبالذات القوى صاحبة السلطان والنفوذ في الدولة العراقية الحالية.  وأصحاب هذا المشروع يقتفون آثار أصحاب مشاريع المصالحة السابقة التي لم يعد يذكرها بكلمة خير حتى أصحابها، فالاتصالات والمشاورات، ومعها المساومات، بشأن المشروع الجديد تنحصر الآن أيضاً في الأروقة السياسية نفسها، ولا يريد أصحابه الانطلاق به الى فضاءات أرحب.
مشاريع المصالحة السابقة اصطدمت دائماً منذ بداياتها بالمصالح المتضاربة والمطامع المتعارضة للقوى التي أريد اجتذابها إليها، فلم يسجّل أي مشروع هدفاً واحداً في المرمى، لأن  كل واحدة من تلك القوى كانت تتحفظ على هذا البند أو ذاك أو تعترض على هذه الفقرة أو تلك أو ترفض هذه الفكرة أو تلك. وهذا ما يحصل الآن مع مشروع التسوية.
لو أن أصحاب المشاريع السابقة قد اختاروا لركلة البداية زاوية مختلفة، ربما كانت كراتهم أو بعضها ستصيب الهدف. والبداية كان يمكن أن تكون مع المثقفين من كتّاب وأكاديميين وخبراء في اختصاصاتهم الاجتماعية والاقتصادية والعلمية، ليناقشوا المشروع المطروح ويقترحوا الصيغة المتماشية مع الواقع السياسي والاجتماعي والأمني، فيتقلّص هامش الخلاف والاختلاف بين القوى السياسية، ويصبح المشروع أكثر قابلية للحياة.
المشكلة أن الطبقة السياسية المتنفّذة في السلطة، والداخل في قوامها عدد لا يستهان به من انصاف المتعلمين وأرباعهم، تحتقر الثقافة والعلم والخبرة والاختصاص (اسألوا مثلاً عن تخصيصات وزارة الثقافة والمؤسسات العلمية والثقافية والفنية في الموازنات العامة السنوية للدولة، وعن مصير وزارة العلوم والتكنولوجيا)، ولا تريد للمثقفين أن يمسّوا مشاريعها التي لهذا السبب ولغيره من الأسباب انتهت حياتها مع انتهاء الطعام المفروش على موائدها .
عند صياغة الدستور، اختار السياسيون وأشباههم أن يتولّوا المهمة بأنفسهم من دون الاستعانة بخبراء القانون الدستوري والاجتماع والاقتصاد والسياسة، فأصبح دستوراً مذموماً حتى ممّنْ كتبوه وتحمّسوا في الجمعية الوطنية للتصويت على تمريره إلى الاستفتاء العام. وكذا الحال في القوانين التي شرّعها مجلس النواب في دوراته المختلفة على مدى أكثر من عشر سنوات.
والآن لو أن أصحاب مشروع التسوية الحالي قد طرحوا على نخب مختارة من المثقفين وذوي الخبرة والكفاءة، لكانوا قد حصلوا على أفكار تفيدهم في تعديل مشروعهم وتقويمه قبل تداوله، وفي تقصير المسافات في ما بينهم وبين القوى التي تتحفّظ عليه الآن أو تعترض أو تعارض.
هل يتداركون خطأهم ويفعلونها؟ ... لن يفعلوها بالتأكيد !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ييلماز جاويد

    عجيبٌ أمرك يا عدنان !! يستعينون بالخبراء ؟؟ !! وما الذي يتوقعونه ، يا تُرى ، من نصيحة من الخبراء ؟ بالتأكيد سيقول الخبراء كفاكم ما دمّرتم ولستم بأهل أن تبقوا في السلطة ، أي بالمختصر أتركونا وإرحلوا . فهل يفعلون ؟ هل يتركون النعمة التي نزلت عليهم وأصبحو

  2. بغداد

    أستاذ عدنان حسين هؤلاء الهمبلات ( مصطلح اطلقته ام لسان الطويل حنان الفتلاوي ) والهمبلات المقصود بهم هُنَا هم تنابلت برلمان سليم قنفة الجبوري وحكومة حيدر ابو الكبة القزموزي أتوا الى العراق على ظهور المارينز الأمريكي من اجل المهمة المستحيلة وهي الأمضاء على

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram