ali.h@almadapaper.net
ليست الوطنية أن تصرخ في الفيسبوك على ما ضاع من الوطن ، بل ان تفعل ذلك بالقدر ذاته في المحافظة على روح المواطنة التي يريد لها البعض ان تغادر نفوس العراقيين ، وأن تصر على ان الوطن ليس ارضاً واحدة فقط ، وانما هو شعب واحد ومصير واحد وهموم واحدة ، لامكان فيه لنظريات وأوهام سبعة مقابل سبعة ، ولا فسحة ولو صغيرة لمقولات من عينة : لماذا يدافع الشيعي عن مدن السنّة ؟ مثلما صحت الكلمات ذات يوم عند النائب الهمام محمد الصيهود
الوطنية الحقّة هي رفض الطائفية ، من دون الاستسلام لغواية المكون الأكبر، ولوثة الانتهازية والقبلية التي تسيطر على المشهد السياسي العراقي منذ سنوات ، كما تظل الوطنية منقوصةً، ما بقي المواطن مهان في بلده ويعيش في الخيام وتطارده عصابات الخطف " الوطنية " .
في معسكر ساستنا " الافاضل " لا وجود أو اعتبار، للمواطن العراقي من الأساس، يموت الناس ، كي يبقى منصب نائب رئيس الجمهورية استحقاق " توازني " ، وتسرق داعش المدن ، لكي لايقدم الغراوي وعيدان الى المحاكمة .
يقولون لك كل صباح : ليس مهماً أن تحيا بكرامة، وحدودك امنة وولائك للوطن وليس لأصحاب القرار في طهران وانقرة والرياض ، المهم ان تعيش في حدود الأمان الطائفي والمذهبي ، كي لا تهتزّ عقيدتك وتهدد وحدة الطائفة واستقرارها.
حدّثوك كثيراً عن المتظاهرين الخونة الذين ينخرون الوطن من خلال تنفيذهم لأجندات خارجية ، ثم تكشف الأيام أن الساسة هم السرطان الذي نهش جسد الوطن، وتغذّى على لحم المواطن الحي، وحول الوطنية الى مصدر للتربّح والثراء والكراسي .
صكّ ساستنا منذ عام 2013 تعريفاً فاسداً للوطنية، عندما قرّروا أن يقسموا العراقيين الى طوائف وقبائل تتقاتل فيما بينها ، وسط تصفيقٍ حاد، وتحريض أكثر حدّة.
بالأمس، استأنفت حنان الفتلاوي لعبتها المفضلة في خلط الحقائق ، بأسلحة من الوطنية الرديئة ، فتكتب في صفحتها على الفيسبوك انها تصر على استجواب رئيس الوزراء حول قضية خور عبد الله ، ولم تكتف بذلك بل ظهرت في مؤتمر صحفي يحيط بها عدد من "اصلاحيي" البرلمان وهي تذرف الدموع على ما ضاع من الوطن .
لا تسأل كيف استقر في ضمير السيدة النائبة ، ان تظهر علينا لتمتشق سيفها للدفاع عن الاراضي العراقية ، وهي تعلم جيدا ان اتفاقية خور عبد الله تمت المصادقة عليها في حكومة نوري المالكي الثانية، ووافق عليها مجلس الوزراء ومجلس النواب ورئاسة الجمهورية وصدر القانون الخاص سنة 2013.
يولد الانسان على فطرة تقديس حدود الوطن، لكن انتهازية الساسة دائما ما تجعل الولاء للطائفة فوق الولاء للوطن ، لأن الخطاب الوطني في عرف الساسة مجرد أوهام ، لايهم ان يموت بسببه العراقيين ، فيمكن ان تستمر حياتهم ، المهم ان يواصلوا الاستمرار على انتخاب طوائفهم ، فالارض والمياه ليست مهمة ، المهم " ما ننطيها " ، لا اقصد المياه والاراضي، وانما الكراسي .
جميع التعليقات 4
د عادل على
الجغرافيا والتاريخ والاحتلال الاجنبى صنع اوطاننا ولم نرسم نحن الحدود التركية العراقيه ولا الحدود العراقية الايرانيه حدودنا مع سوريا ومع السعوديه والكويت رسمت ككل الحدود العراقية مع الجيران من موظفة شابه بريطانية اسمها مس بل فى السفارة البرسطانيه فى ال
بغداد
أستاذ علي حسين حتى الكراسي ليست بيدهم ولكن بيد من حطهم ووضعهم على هذه الكراسي هذولة الهنبلات أو الهنابل [ مصطلح هنبلة مصطلح جديد من انتاج البروفيسورة حنونة الفتلاوية] ما اعرف شنو معناه بالضبط هؤلاء السراق القتلة الفجار حكومة العار والشنار المقبورين
كمال يلدو
تحيا استاذ علي حسين ويحيا قلمك
أبو أثير
أتفاقية خور عبد اللة السيئة الصيت والتي أقتطعت جزءا من مياهنا ألأقليمية في بحر الخليج العربي ... هي ليست وليدة اليوم والساعة .. بل هي تم صياغتها في عام 2013 ومن أنجازات حكومة سيء الصيت نوري المالكي الذي فرط بأراضي عراقية ومنفذ بحري لصالح الجارة الكويت ..