تتسع الرؤى والابتكارات على صعيد المعرفة والفنون والأدب وتأخذ معنى الضوء وهي تفتح أفقاً حداثياً يستوعب المكان والزمان والبشر ، أفكار عابرة للتاريخ والحكايات والمعاش من الأحداث الراهنة فتغامر بطروحاتها لتخرق السائد والمألوف وتؤسس لأبجديات جديدة على صعي
تتسع الرؤى والابتكارات على صعيد المعرفة والفنون والأدب وتأخذ معنى الضوء وهي تفتح أفقاً حداثياً يستوعب المكان والزمان والبشر ، أفكار عابرة للتاريخ والحكايات والمعاش من الأحداث الراهنة فتغامر بطروحاتها لتخرق السائد والمألوف وتؤسس لأبجديات جديدة على صعيد الثقافة والحياة ، من هنا تنطلق قراءتنا لصفحات العدد الجديد (الرابع) من فصلية "آفاق أدبية" الصادرة عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد ، فنواجه في البدء غلافه الغني بالعلامات الدالة والألوان الناطقة بقزحية الفكرة وجماليات التصميم .
عند التصفّح نقرأ على الغلاف الداخلي الملون الأول (وصفة مسرحيّة تبلسم الجراح) إضاءة جاءت بقلم "آفاق أدبية" تطرقت فيه الى مسرحية (هلوسة تحت النصب) التي كتبتها وأخرجتها الفنانة المعروفة د. عواطف نعيم وجَسّدَ شخوصها ورؤاها الفنانان عزيز خيون ومحمد هاشم . وفي استغوار عميق نقرأ (محور العدد) الذي جاء بعنوان (الصعاليك حوادث سير والأفكار شوارع) فنطلع على المضمر من موضوع الصعلكة في الثقافة العراقية وما انطوت عليه من تجليات داخلية عميقة وظواهر سيسيوشعرية تمثلت بالشعراء الصعاليك في العراق ، حيث كتب افتتاحية العدد رئيس التحرير الشاعر سلمان داود محمد وكانت بعنوان (الصعاليك فقراء حياة وأمراء قصائد) جاء في بعض منها : (لقد اختار الصعلوك العراقي منفذه الإختياري في جحيم القصيدة ، يرى أن هذا الجحيم زاخر بالطمأنينة والثراء الروحي بعيداً عن فراديس مغشوشة وأتكيتات تخفي وراءها الرثاثة الثقافية والزيف الإجتماعي متخذاً من مرائب الحافلات والحدائق العامة والساحات الفسيحة وفنادق الدرجة صفر موطناً رحباً يلم شتاته ويبدد وحشته في عالم يضيق أمام قصيدة ولا يتسع لشاعر ولا ينصت لأنين)... ضم هذا المحور دراسات عدة ، إذ كتب د. رشيد هارون (أبعاد الصعلكة قديماً وحديثاً) و (شعرية الصعلكة بين التمرد ومحنة الوجود) بقلم د. عبد القادر جبار، وكذلك (الأدب الهامشي قراءة في بعض نماذجه) بقلم د. كريم شغيدل، أما (تجربة في الصعلكة الرؤيا والسلوك) كانت بقلم د. محمد صابر عبيد، في حين كتب علي حسن الفواز (الصعاليك يصطادون التاريخ جيداً) ، ليأتي (جان دمو مغني الحرية الأبدي) موضوع كتبة د. قحطان جاسم، ومن ثم نقرأ إضاءة كتبها هادي الحسيني جاءت بعنوان : (حسين مردان - قصيدة تسكن في صاعقة) ، ومن ثم نقرأ (تجوال أمير الصعاليك في كتاب) للدكتور ضياء خضير، واختتم الملف بموضوع (الصعلكة وتجليات الحداثة قراءة في شعر كزار حنتوش) بقلم د. قيس كاظم الجنابي.
تستمر رحلتنا المضيئة مع آفاق أدبية ودراساتها النقدية المنضوية تحت عنوان باب (ضوء على أثر) وتضمنت (من يحمل وزر الخطيئة .. تخييل روائي بإطار فلسفي) للدكتور حاتم الصكر، ومن ثم (ثنائية الحضور / الغياب مرثاة حزينة لأفول مدونة النخل) لفاضل ثامر، ثم دراسة (التوازن الفاعل بين الواقع والحلم في رواية مقبرة الإنكليز لعلاء شاكر) كتبها محمد جبير، أما (الأبعاد الإرهابية في رواية الكافرة لعلي بدر) فكانت بقلم حسن السلمان ، ليأتي موضوع (تصعيد القص في "أسفل الحرب أسفل الحياة" لسعدون جبار البيضاني) جاء بقلم رنا صباح خليل، أما (فم الحرب الناري في مسلات عبد الستار البيضاني القصصية) فهي دراسة كتبها د. نجاح هادي كبه ، ومن ثم نقرأ (تجليات التجريب والتجديد في قصص حنون مجيد) للناقد المغربي د. مسلك ميمون، واختتم هذا الباب بـدراسة (إصبع في حين الرحى: مشهد من المنجز الشعري العراقي) كتبها د . فليح كريم الركابي. وتستمر رحلتنا الممتعة التي نجوب فيها أروقة آفاق أدبية فنطالع في باب (مرأى) المعني بالفنون التشكيلية ، حيث نقرأ (تشوفات ورؤى في نصوص زها حديد المعمارية) لجاسم عاصي.
