وانا أتصفح الفيسبوك لفتت نظري دعوة وجهت إلى احد المسرحيين المصريين من إدارة مسرح (هوارة) في المملكة المغربية. وقبل أيام انتهت أيام قرطاج المسرحية وإلى جانبها مهرجان آخر في تونس وقبله كان هناك مهرجان في بيجاية، وبعد أيام يقام مهرجان المسرح العربي في الجزائر العاصمة تقيمه الهيئة العربية للمسرح بداية كل عام جديد. وسيقام بعد ذلك مهرجان أيام الشارقة المسرحية، وفي دولة الامارات العربية تقام مهرجانات مسرحية مختلفة للاطفال والشباب ولغيرهم، وهناك مهرجان في عمان. وفي عمّان – الاردن يقام اكثر من مهرجان مسرحي ومنها مهرجان المسرح الاردني ومهرجان طقوس. وفي العراق يقام سنوياً أكثر من مهرجان في بغداد او في المحافظات الاخرى، بل وتقام مهرجانات يقال عنها دولية للسينما في حين ان ليس في العراق صناعة سينما كما هو الحال في دبي أو أبو ظبي .
وعلى حد علمي فإن هناك عدداً محدوداً من المهرجانات المسرحية تقام في الدول الاوروبية لعل أبرزها مهرجان افينيون في فرنسا ومهرجان أدنبرا في ايرلندا الشمالية كما ان المركز العالمي للمسرح يقيم مهرجاناً عالمياً كل سنتين في احدى دول العالم وفي تلك المهرجانات لا تشارك إلا الفرق المسرحية المعروفة عالمياً ولا تقدم مسرحيات الا لمؤلفين ومخرجين مشهورين، فعلى سبيل المثال قدمت في مهرجان أفنيون مسرحية (ألسيد) لكورني الفرنسي ومسرحية (أمير هامبورغ) لكلايسن الالماني ومسرحية (ارتورو أوي) لبريخت. وفي المهرجانات العربية الكثيرة تقدم مسرحيات لمؤلفين جدد ولمخرجين جدد وانتاجات لفرق مسرحية غير مشهورة لا سيما الاجنبية منها.
لكثرة المهرجانات المسرحية في بلادنا العربية ايجابياتها وسلبياتها . ومن الايجابيات : (1) التعرف على مدى تطور العمل المسرحي في هذا البلد أو ذاك. (2) لقاء المسرحيين المدعوين من مختلف البلاد العربية وتبادل المعرفة والخبرة بينهم. (3) اقامة الندوات الفكرية التي تتم فيها مناقشة بعض الشؤون الملحة في حركة المسرح العربي . (4) مقارنة انتاجات المسرح العربي مع انتاجات المسرح العالمي ومقارنة انتاجات مسرح العاصمة مع انتاجات مسرح المحافظات. (5) التعرف على ابداعات مخرجين مشهورين يشاركون احياناً في بعض المهرجانات.
أما سلبيات كثرة المهرجانات فيمكن تلخيصها بما يلي: (1) ان اغلب العروض المسرحية تنتج من أجل المهرجان وجمهوره وليس من أجل الجماهير ولذلك تجدها في الغالب لا تطول أكثر من ساعة واحدة. (2) ان الكثرة تؤدي إلى الاسراع في انجاز الاعمال وبالتالي إلى انخفاض مستواها الفني والفكري احياناً .(3) ان أغلب المعروض المهرجانية لا تستهوي الا القلة من المتفرجين. (4) أضطرار العاملين في المسرح في هذا البلد او ذاك الى محاكاة بعضهم للبعض الآخر وخصوصاً من ناحية شكل العرض واسلوب الاخراج . (5) التقتير في التخصيصات المالية لاقامة المهرجان مما يؤدي الى التقتير في ميزانية كل انتاج مسرحي وبالتالي الى ضعف مستواه الفني وحتى الفكري احياناً وذلك لاضطرار المسؤولين عن الانتاج الى القبول بالارخص. (6) عدم الوقوف على حقيقة الوضع المسرحي في هذا البلد او ذاك وذلك بسبب تشتت الجمهور وتشرذم المبدعين . (7) الملاحظ هو هبوط مستوى الاعمال المشاركة في المهرجانات العربية الرئيسية مثل مهرجان القاهرة التجريبي ومهرجان أيام قرطاج المسرحية وخصوصاً باعتمادها على اقامة المهرجانات سنوياً.
ماذا تعني كثرة المهرجانات المسرحية العربية؟!
[post-views]
نشر في: 30 يناير, 2017: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...