فريق المحققين الدوليين للكشف عن ملفات الفساد يواصل عمله في بغداد منذ اشهر ، بموجب اتفاق مع منظمة الأمم المتحدة . وطبقاً للنتائج الاولية ، وعلى حد قول مسؤول حكومي ، تم رصد مليارات الدولارات المهرّبة الى الخارج خلال السنوات الماضية ،ومن كان يقف وراء التهريب من مسؤولين متنفذين وشخصيات سياسية لطالما رفعت شعار الدفاع عن مظلومية العراقيين ، لكنها في الساعة الحاسمة "حَوسمت" فلوس الشعب.
مصطلح "الحواسم" ابتكره العراقيون بعد الغزو الأميركي، أطلقوه على من تقمص شخصية علي بابا، اللص المحترف المختص بسرقة حتى الكحل من العين . ثم انتقل المصطلح الى الدوائر الرسمية ، وأصبح علامة فارقة لكثير من المسؤولين في الحكومات المتعاقبة. هؤلاء رفعوا راية الحواسم ، وبظلها سرقوا المال العام وحولوه إلى حساباتهم في بنوك أجنبية، فيما عجزت الأجهزة الرقابية عن ملاحقتهم ، فاضطرت الحكومة الحالية الى الاستعانة بفريق المحققين الدوليين ليشخص من ابتكر طرقاً واساليب جديدة لزيادة رصيده من العملة الصعبة.
القوى السياسية العراقية وقّعت بالعشرة، واعلنت دعمها لإجراءات الحكومة الحالية في محاربة الفساد ، طالبت بإحالة المتهمين بملفات الفساد من المسؤولين السابقين والحاليين بمختلف درجاتهم الجهادية الى القضاء وقبل ذلك مصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة . حديث القوى السياسية في هذا المجال كان ومازال بمنتهى الشفافية والوضوح ، لكن المواقف المعلنة المتعلقة بهذا الشأن ، انتهى بها المطاف مثل بقية الشعارات المستهلكة تطلق لأغراض الدعاية وتوجيه رسالة الى الرأي العام بأن الحزب الفلاني من ألد أعداء الفساد في وقت يحتفظ بلجنته الاقتصادية لتوفر له القرش الأبيض في اليوم الأسود . مثل هذه الادعاءات وغيرها تندرج ضمن حملة تسويق الأكاذيب ، فهي حين تصدر من جهات سياسية يصدقها عباد الله ، استنادا الى حقيقة ان السياسي صادق في مواقفه وكلامه ، فهو مناضل ومكافح من اجل تحقيق مصالح شعبه ، ربما يصح هذا القول على تنظيمات وشخصيات سياسية ، تركت الساحة منذ عشرات السنين ، واحتل مواقعها جيل جديد يجيد زراعة الصوف لإنتاج الأغنام.
المؤمنون بنظرية زراعة الصوف، يجيدون الكذب والضحك على الذقون ، والمشكلة ان هناك من يصدقهم وبات يؤمن بأن زراعة الصوف ستضاعف الثروة الحيوانية ، فيصبح العراق المصدر رقم واحد للأغنام في العالم ولا تنافسه ألا استراليا في تصدير الكناغر.قصة زراعة الصوف لإنتاج الأغنام لها جذورها التاريخية ، وردت في الحكايات الشعبية ، بطلها شخص كان يدّعي الحكمة والمعرفة ، استطاع بمكره ودهائه ان يحتل منصب مستشار احد الملوك القدماء ، قدم لصاحب الجلالة نصيحة بإصدار أمر للرعية يقضي بزراعة الصوف لمواجهة مشكلة القحط والجفاف ، لكنه اشترط على الجميع وفي مقدمتهم جلالته ورجال البلاط بإطلاق صوت الأغنام ، لتوفير بيئة ملائمة لزيادة الانتاج ، اللامعقول في القصة ان احد الرعية ، ادعى انه حصد عشرات الأغنام ، وقدمها هدية لصاحب الجلالة، ببركاته تحول الصوف الى أغنام ، وعاشوا عيشة سعيدة قبل استنساخ النعجة "دولي ".
سلالة النعجة "دولي"
[post-views]
نشر في: 30 يناير, 2017: 09:01 م