TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الأندية الرموز مسؤولية

الأندية الرموز مسؤولية

نشر في: 1 فبراير, 2017: 09:01 م

ندرك تماماً أن الأوضاع في البلد بصورة عامة ليست على ما يرام والأوضاع الرياضية هي جزء من المنظومة والجسد الذي يعاني  الأمرين، وإن مرِض جزء منه تدارك له البقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. كما ندرك أن أولى خلايا التماس التي تعاني المرض هي انديتنا الرياضية بصورة عامة ويعصف بها شبح التقشّف وقلّة الموارد المالية وضعف البنى التحتية .
كل هذه الحالات معروفة ومشخّصة وتزيدها أنّات خارجية يومياً كما في اللائحة الخاصة بالاتحاد الآسيوي وضوابطه التي تهدد مشاركاتنا الخارجية وأتت في غير موعدها تماماً. ومع ذلك لا يبدو أننا كمؤسسات رياضية منسجمون مع ما يحصل من حولنا ولا نريد أن نتّقي لهيب ما ينتظرنا من مواقف صعبة لم يمر بها بلد في العالم، والرهان الوحيد على سعة العقل والتدارك حتى اللحظة الأخيرة.
لو احصينا المشاكل الخاصة بالأندية فقط سنحتاج الى صفحات عدة لأجل ذلك الاستعراض. فمثلاً نادي الشرطة أمام ثلاث قضايا عالقة وظروف مُبهمة ربما تقطع أوصال القيثارة وليس أوتارها فقط بين المحاكم والهيئات الإدارية والعامة ، والميناء مهدّد بما هو أبعد من ذلك في عشرة ملفات مربكة تتقاسمها الأولمبية ووزارة الشباب ووزارة النقل، أما أربيل ودهوك فقد أنهيا تواجدهما ككبار ضمن المنظومة الرياضية ، وزاخو لحق بهما بسرعة عجيبة ، وأوضاع اندية الكرخ والطلبة والزوراء لا تسر. ولو عرّجنا على الانقسامات بين قوانين الانتخابات التي تشرف عليها وزارة الشباب والرياضة والتقاطع الحاصل مع مجلس الأندية فإن ثمّة نفقاً مجهولاً نسير اليه دون أن نعلم ما يخبئ لنا القدر وأية مشاكل نخوض بها حتى اصبح منتخبنا الوطني في غياهب المجهول .
كل هذه الصور نراها ونسمعها يومياً ونعيش بها مع الجمهور بألم وحسرة كوننا لا نعوّل حالياً على جهة بعينها تمسك بطوق نجاة الأندية على أقل تقدير وإنقاذها مما هي فيه بعد أن تناسى اتحاد الكرة أهمية الدور المنوط به في هذه الفترة الحرجة .
التاريخ يسجل لنا كل شاردة وواردة حدثت حتى قبل عشرات السنين ويسجل لنا مواقف الرجال وإيثارهم ونكران الذات بالكيفية نفسها التي يسجل لنا فيها النتائج والاستحقاقات والمشاركات ، وهنا نناشد الجميع من دون استثناء من أعلى مسؤول في الحكومة نزولاً إلى البرلمان ولجنة الشباب والرياضة الى جميع المؤسسات الرياضية لأن يكونوا عند مستوى المسؤولية الخطيرة والتداعي السريع للرياضة في العراق وشقّة الخلافات الآخذة في الاتساع وضرورة تداركها سريعاً كموقف للتاريخ أولاً والبداية تكون من الأهم والظاهر على الساحة ومن ثم القضايا الأخرى.
 نعلم حجم المشاغل وما يمر به البلد من ظروف صعبة ، ولكن بذات الوقت نذكرهم بأن الرياضة والعائلة الرياضية هي من الأولويات الكبيرة ولها ثقلها بثقل جماهير العراق وضغوطاته وإن أية خسارة وتهشيم للبيت الرياضي سيكون إصلاحه صعباً للغاية، فتداركوا الموقف فما زال هناك متسع من الوقت وفرصة ماثلة أمامنا لم نخسرها بعد!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram