ali.h@almadapaper.net
كان جورج برناردشو في الستين من عمره، عندما كتب: "حينما يكون الشخص مثيراً للضحك ، فاعلم جيداً أن وراءه عقلاً فارغاً ". تذكرت كلمات ساخر بريطانيا ، وأنا أقرأ ما يكتبه هذه الأيام نائب مدير شرطة الإمارات، ضاحي خلفان، من شتائم وتعليقات تسيء الى العراقيين جميعاً ، والمثير ان السيد خلفان يذكّرنا بأنه لولا شرطته "الباسلة" ، لما كان للعراق ان يتحرر ، ولأنني في هذا المقال لست في وارد الإساءة الى الأشقاء في الإمارات ، ولا السخرية من دولة استطاعت بسنوات قليلة ان تحقق الازدهار لشعبها ، إلا أن السيد خلفان والذي يذكرني بشخصية "خليفة خلف خلف الله خلف خلاف" المحامي في مسرحية عادل امام الشهيرة "شاهد مشافش حاجة" ، بلغ مرحلة متقدمة للغاية من التهريج والكوميديا ، ولو تسنى له ان يهدأ قليلا ويقرأ تاريخ العراق خلال المئة سنة الماضية، لاستطاع ان يجد عشرات الشخصيات التي قدمت خبراتها لدول الخليج وساهمت في بناء وتطور هذه البلدان ، ربما تجعله يراجع قاموسه الراقي من الألفاظ التي اتحفنا بها خلال الأيام الماضية .
بالمقابل، وأنا أقرأ ردود الأفعال التي أخذت تشتم خلف خلاف ضاحي ، ومعه أهالي الإمارات ، تذكرت ان على مرمى حجر من البصرة ،أغنى مدن العالم، تستقر مدن الإمارات حيث يسابق حكامها العالم في التنمية والإعمار والازدهار، ونحن ننظر إلى وجه ساستنا يتحدثون عن الإعمار وبناء العراق الذي تأخر حسب قولهم ، فيما نتابع الأنباء التي تحدثنا عن تفوق حكام الإمارات على أنفسهم، وهم يضعون مدنهم على خارطة المدن الأولى في العالم، المدن التي كانت حتى عقود قليلة، مجرد موانئ صغيرة يبحث صيادوها عن العيش والرزق في البحر، وطرق ترابية لم يصلها الإعمار حتى منتصف الستينات. اليوم يأتي إليها ويمرّ بها ملايين الزوار، وليس فيها نهر ولا جبل، ولا فيها دجلة أو الجنائن المعلقة وأور.
بناء البلدان يتطلب عقولاً متسامحة . واعتذر عن الإكثار من المأثورات، لكن مونتسكيو كان يقول : "أما الوطن فهو المسكن الذي لا يشترط فيه تفضيل مصالح الساسة على مصالح الناس ، لا وطن في حالة الجهل والرياء ".
لطالما أُسأل: لماذا نكتب بإعجاب عن مدن مثل دبي وسنغافورة وكوالالمبور، وعن خلطة الرئيس البرازيلي السحرية التي حول فيها 160 مليون إنسان من الفقر المدقع إلى الرفاهية الاجتماعية وفي حدود ثماني سنوات فقط، لأن هناك ما يكتب عنه؟ تأملوا حياتنا، فعماذا نكتب؟ تأملوا معي السذاجة السياسية وغياب العدل والقانون، ورائحة الكذب التي تخرج من أفواه المسؤولين .
والآن دعوني أتساءل هل صغر العراق وتضاءل وتراجع بسبب احاديث خلف خلاف ضاحي الطريفة ،ام مع سيطرة حنان الفتلاوي واخوة لها على مقاعد البرلمان؟ حيث احتلوا حنجرة البلاد ، فشوّهوا صوته وصورته.
جميع التعليقات 1
بغداد
أستاذ علي حسين في الأمارات ودبي ودول الخليج جميعها لاتوجد هناك حرية ابداء الرأي السياسي الذي ينتقد شيوخهم الحكام أمثال ال زايد وال مكتوم وال الصباح وال خليفة وملوك وأمراء ال سعود فلذلك سمحت اجهزة استتخباراتهم لهذا القرد المكاك ضاحي خلفان فرصة السب والشتا