دخلت المطبخ وأغلقت بابه عليها .. ظل الزوج يطرق باب المطبخ بقبضتيه وهو يتوسل إليها لكي ترد عليه ولا على صوت بكاء صديقتها .. أما هي فلم تذرف دمعة واحدة برغم أنها الضحية الحقيقية لهما .. ظل وجهها جامدا كما لو كان عقلها لم يستوعب بعد م
دخلت المطبخ وأغلقت بابه عليها .. ظل الزوج يطرق باب المطبخ بقبضتيه وهو يتوسل إليها لكي ترد عليه ولا على صوت بكاء صديقتها .. أما هي فلم تذرف دمعة واحدة برغم أنها الضحية الحقيقية لهما .. ظل وجهها جامدا كما لو كان عقلها لم يستوعب بعد ما رأته عيناها .. ربما لأنه من الصعب عليها تصديق أن زوجها الذي وهبته حياتها وحبها يمكن أن يخونها مع أقرب صديقاتها .. التي وقفت بجانبها عندما حصلت على الطلاق ..
وساندتها في الخلافات التي حدثت بينهما وبين أسرتها حتى أنها استضافتها في منزلها عندما عرفت بأنها تركت منزل أسرتها لأنهم ضغطوا عليها لتعود إلى زوجها .. ولم تشعر يوما بالغيرة أو القلق لتواجدها في المنزل , فقد كانت ثقتها بها عمياء , وتعاملها كشقيقتها , لذلك لم تتخيّل يوما أن تطعنها بخنجر الخيانة .. ولم تشعر يوما بالقلق عندما كانت تتركها مع زوجها في المنزل وتذهب لتشتري بعض احتياجات المنزل .. ولكن يبدو أن الساعات التي كان زوجها يقضيها مع صديقتها وحدهما سمحت لشيطان الخيانة بأن يغرقهما في الحب المحرَّم لتصبح هي الضحية الوحيدة لجريمتها ..
عشرات الأسئلة دارت في عقلها .. فهي لم تفعل شيئا يبرر خيانتهما لها بهذه الطريقة .. ارتفع صوتها لتتكلم لتسأل زوجها مع خلف الباب، لماذا خانها مع صديقتها .. ولم يرد الزوج .. ظل صامتاً للحظات عدة ويتبادل نظرات الأسى مع صديقتها , ولكنه لم يجد ردا على سؤالها .. فهي لم تفعل شيئا لتستحق عليه الخيانة، بل على العكس , لقد كانت دائما الزوجة المطيعة المحبة له .. كما كانت نعم الصديقة .. لذلك لم يجد كلمة تبرر له ما شاهدته بعينيها, وكل ما استطاع زوجها أن يقوله هو كلمات اعتذار ويتوسل لها لكي تسامحه وتفتح الباب .. ولكنها لم ترد عليه .. نادى عليها بقلق خاصة عندما سمع صوت سائل يسكب على جسد زوجته وعلى الأرض , وبعد لحظات اتسعت عينيه في ذعر عندما التقطت أنفه رائحة النفط الأبيض .. وقبل أن يصرخ مناديا عليها .. كان قد سمع صوتها وهي تصرخ من الألم والنار تشتعل بجسدها .. انقض الزوج على الباب كالمجنون فكسره ودخل المطبخ ليسارع بإطفاء النار التي أمسكت بها ... ساعدته صديقتها الخائنة في محاولة إنقاذها .. وقاما بنقلها إلى مستشفى اليرموك بعدما أُصيبت بجروح خطيرة .
تلقت شرطة اليرموك أخبارا من دورية الشرطة المتواجدة في المستشفى بوصول المجنى عليها إلى المستشفى وهي مصابة بحروق شديدة يشك بكونها هي التي كانت سبباً في حرق جسدها.. توجه ضابط التحقيق إلى المستشفى فتم تدوين أقوال الزوجة وسُئل الزوج عن أسباب الحرق ومن ثم اصطحب المحقق الزوج إلى مركز الشرطة حيث تم توقيفه هنالك من قبل قاضي التحقيق ..
أما سبب حبسه فقد كان بسبب كونه العنصر المباشر الذي أدى بزوجته أن تسكب النفط على جسدها وتشعل عود الثقاب بملابسها نتيجة هذه الخيانة غير المتوقعة من زوجها كذلك الكمية الكبيرة من الحبوب المخدِّرة التي عثر عليها ضابط التحقيق في غرفة الزوج وهم يجرون الكشف على محل الحادث ..