صوت حكومي ، بدأ خافتا ، وإستوى بقرار جهوري ، يقضي بإستقطاع نسبة معينة من رواتب صغار الموظفين بحجة تعضيد ميزانية خاوية لبلد يطفو على بحار من النفط والغاز ، والثروات المكنونة الأخرى ، بلد يتأرجح على حبال الخسران وشفاعة القروض الخارجية … تتوارد انباء مؤكدة عن نجاح جهود العراق بتسييل وتسهيل القروض الخارجية ، —التي تبلغ عشرين مليون دولار كدفعة اولى — لسد العجز الحالي المتفاقم في بنود الميزانية العامة .
ما معنى ان تتقشف جمهرة كبيرة من المواطنين ذات الدخل المحدود والرزق المقنن ؟
هل تتحقق الوفرة بتقليص عدد الوجبات اليومية الضرورية لسد الرمق . او الحد من عدد اللقيمات في الوجبة الواحدة او ترقيع ثوب قديم ، توفيرا لشراء ثوب جديد؟.
التقشف ينبغي ان يبدآ من اعلى قمة نزولا للقاعدة ، وليس العكس .
العامل متقشف اصلا ، وعائلته معه ، كذا الآجير والكاسب . كذا صغار الموظفين ، كذا جمهرة المستخدمين .هم ومن على شاكلتهم ، إنحسرت تطلباتهم ، الا من وجبة تسد الرمق وثوب يستر ، وسقف يحمي من شواظ حر وريح ومطر .. وآمان يتصدر قائمة الأماني .
التقشف الذي سيغدو شعاراً واجب التطبيق - عاجلا غير آجل — لا ينبغي له التطبيق بحق محدودي الدخل ، من اجل ضمان رفاهية وبحبوحة القطط السمان .
الدولة تقوى بقوة رعاياها العاملين .. ودولة افرادها ضعفاء ماديا وصحيا ونفسيا لا يمكن إدراحها ضمن الدول القوية ..
خبروني ،،،ماذا يوفر إقتطاع ثمن رغيف من وجبة عامل او اجير او موظف صغير ، الى جانب بذخ البعض في المأكل والملبس والمسكن والسفر والتنقل ؟ التي قد تعادل بآثمانها رواتب عامل أجير لمدة سنة ؟ ها ؟.
تقشفـــوا!!
[post-views]
نشر في: 5 فبراير, 2017: 09:01 م