يبدو أن الأعداد الأخيرة من مجلة الثقافة الجديدة لا تزال تتخذ الطابع السياسي، أو تتجه نحو نشر ثقافة سياسية " لنكون أكثر انصافاً في توصيفنا" حيث جاء في كلمة العدد 386 " كانون الثاني 2017 " أن البلد يواجه أزمة عميقة سببها الأساس النظام المحاصصي، ح
يبدو أن الأعداد الأخيرة من مجلة الثقافة الجديدة لا تزال تتخذ الطابع السياسي، أو تتجه نحو نشر ثقافة سياسية " لنكون أكثر انصافاً في توصيفنا" حيث جاء في كلمة العدد 386 " كانون الثاني 2017 " أن البلد يواجه أزمة عميقة سببها الأساس النظام المحاصصي، حيث تطول مختلف أصعدة التشكيلية التي بدأت بالتبلور بعد عام 2003، وقد بيّنت التجربة عجز قوى هذا النظام عن تأمين حلول جذرية للمشاكل والتحديات الوطنية والاجتماعية – الاقتصادية والثقافية التي تواجه البلاد.
وبيّنت كلمة العدد ان المشكلة التي تواجه البلاد ذات شقين يثيرا التساؤلين.؟ هل المطلوب بناء ديمقراطية معطوبة من خلال إعادة هيكلة الحقل السياسي ولكن دون إجراء تغييرات جذرية فيه أم بناء ديمقراطية حقيقية تشكل نطلقا لبناء دولة ديمقراطية عصرية ونظام اتحادي؟
لافتين أن التجربة الملموسة لثلاث عشرة سنة ونيف تشير الى ضرورة بناء ديمقراطية حقيقية تشكل نفياً للديمقراطية المعطوبة السائدة، ومنطلقاً لبناء دولة ديمقراطية عصرية ونظام اتحادي، وهذا يعني ان تجاوز هذه الازمة ينبغي أن ترتبط ببلورة بديل عابر لهذا النظام. غير أن تحقيق ذلك مرتبط بعوامل عديدة من بينها، بل وأهمها هو تبلور الكتلة التاريخية القادرة على إنجاز هذه المهمة، علماً أن الواقع يشير إلى أن هذه الكتلة ما زالت تعاني من الفرقة والتشتت لأسباب عديدة لا مجال للخوض فيها هنا.
أهم المقالات التي تضمنها هذا العدد هي " ضوء على القوانين الدولية وأسلحة الفتك والدمار الحديثة" للدكتور كاظم المقدادي، الذي يشير إلى أن في ظل التطور الرهيب لأسلحة الدمار والفتك الحديثة أصبح من الضروري إلغاء " حق الدول في استخدام الاسلحة في نزاعاتها" سواء في حالة الدفاع عن النفس أو في حالة حصول موافقة مجلس الامن الدولي بإجازة استخدام السلاح.