"صحتكم مسؤوليتنا"،عبارة جميلة مطبوعة على سيارات وزارة الصحة العاملة في المستشفيات والعيادات الطبية، لكن كما يبدو أنها أصبحت مجرد شعارات عريضة، فحال المستشفيات الحكومية متردٍّ بكل تفاصيله ان بتقديم الخدمات او الأبنية او نقص الأدوية وتلوث صالات العمليا
"صحتكم مسؤوليتنا"،عبارة جميلة مطبوعة على سيارات وزارة الصحة العاملة في المستشفيات والعيادات الطبية، لكن كما يبدو أنها أصبحت مجرد شعارات عريضة، فحال المستشفيات الحكومية متردٍّ بكل تفاصيله ان بتقديم الخدمات او الأبنية او نقص الأدوية وتلوث صالات العمليات التي تتسبب بمضاعفات صحية للكثير من المرضى ممن اجروا عملياتهم الجراحية في تلك الصالات التي تتحول في بعض الأوقات الى مخازن ...
الحاجة الى الوساطة
مستشفى ابو غريب احد تلك المؤسسات الحكومية الصحية التي تشكو من جملة امور تركت اثرها على تقديم الخدمات للمراجعين. المواطنة ماجدة محمود مصابة بمرض الغدة السامة والتي راجعت عدة مرات للعلاج لكن دون فائدة ، وحسبما ذكرت بحديثها لـ(المدى) قبل ان تفكر بالذهاب الى مستشفى ابو غريب عليك ان تكون قوي البنية وتتمتع بقابيلة الوقوف في طابور الانتظار الطويل والبطيء. مضيفة: سواء أكان ذلك لقطع الباص او عند انتظار الطبيب، ففي جميع الحالات يجب أن تنتظر طويلا او ان تبحث عن الوساطة او الاصدقاء كي يسهل حصولك على الباص اولا وفحص الطبيب ثانيا. متابعة: وربما تحتاجهم للحصول على الدواء ايضا.
لا تملك ثمن العلاج
وتابعت المواطنة ماجدة في حديثها لـ(المدى): انا نازحة من قضاء الكرمة اصبت بمرض الغدة السامة ولا املك ثمن العلاج خارج البلاد او في مستشفى خاص للظروف التي مرت علينا. مبينة: كنت اتصور عندما اذهب الى المستشفى الحكومي انهم سيهتمون بحالتي ويقدرون خطورة المرض. مستدركة: لكن عندما ذهبت الى مستشفى ابو غريب الذي يعد من أكبر المستشفيات في القضاء وجدت الإهمال ، فتم تأجيل عمليتي الى عدة أشهر. وعندما ذهبت في الموعد المحدد الأخير تعذروا بعدم وجود (البنج). مؤكدة: انهم اخبروها ان تشترى الدواء من الصيدليات الخارجية والذي يقدر ثمنه بـ(500) الف دينار ناهيك عن حساب الغرفة الخاصة وتفاصيل اخرى اوصلت كلفة العملية الى ما يقارب المليون دينار. متسائلة ترى من اين ياتي المواطن الفقير بمثل هكذا مبلغ .
المستشفى الخاص بدون خدمات
قبل ان ادخل الى مستشفى ابو غريب لزيارة احد القارب الذي يرقد في القسم الخاص ،وانا انظر الى حجم البناية وشكلها الخارجي، كنت اتصور انه افضل مستشفى في بغداد، لكن عندما تجولت وجدت أن الواقع يختلف تماما عن شكله الخارجي تماما فأبسط شيء لا توجد الخدمات الصحية والحمّامات غير صالحة للاستعمال، فاذا كان هذا حال القسم الخاص فما بالك بالعام ؟
أحد الاصدقاء ممن يراجعون المستشفى ،بين فترة وأخرى، لإصابته بمرض مزمن يقول: كنت اقف في طابور الانتظار المتوقف والذي وصل الى عدة امتار. مضيفا: انتابني فضول لماذا لم يفتح شباك قطع تذاكر قبل دخول الطبيب، فتوجهت الى الغرفة وكان فيها موظفان الاول يقطع التذاكر لاربعة اشخاص يبدو من خلال حديثهم انهم اقاربه والثاني يتسلى بالهاتف النقال ومتفاعل مع احدى الألعاب الالكترونية وحين استفسرت منهما عن سبب عدم فتح الشباك اجاب احدهم (انت شعليك). وعاد الى ممارسة لعبته فيما ظل الناس ينتظرون فتح الشباك.
شحّ الأدوية
طالب احمد ،احد المواطنين الذي يسكن قضاء ابو غريب، ذكر بحديثه لـ(المدى) ان اكثر الادوية التي نحتاجها مفقودة في الوقت الحاضر. مسترسلا: بالتالي يكون لزاماً علينا شراؤه من الصيدليات الخارجية باسعارمرتفعة. لافتا: الى ان مهنة الطب للاسف تحولت الى تجارية بحتة فقدت مضمونها الانساني التكافلي. مشيرا: الى غياب عدد من التحليلات المهمة في مختبر مسشتفى او غريب الامر الذي ترك اثره على تشخيص العديد من الامراض.
في حين نوّه المواطن نايف ساجد الى ضعف الخدمات في المستشفى بشكل عام. لافتا الى تردي بناه التحتية ان كانت صالات المبيت او صالة العمليات الجراحية. موضحا: ان الكثير من الأطباء لايعيرون اهمية للمراجع حتى ان كان طفلا او شيخا كبيرا بالسن.
الشرائح الفقيرة
الامر لايقتصر على انعدام الخدمات في المستشفى وشح الأدوية بل وصل الى سيارت الاسعاف التي تعد شبه مفقودة، المواطن سعد يوسف اشار الى ضرورة اجراء حملة تاهيل وصيانة للمستشفى بكل مرافقه. مع ايلاء عناية واهتمام اكبر من قبل دائرة صحة الكرخ ووزارة الصحة. لافتا الى الكثافة السكانية الكبيرة في قضاء ابو غريب والمناطق المحيطة به والتابعة له. مشيرا الى تضرر اغلب المراكز الصحية في النواحي التابعة للقضاء الامر الذي حمّل المستشفى زخماً اكبر.
وليس ببعيد عن هذا، دعا المدرس المتقاعد خالد عبد الرزاق الى تاهيل المراكز الصحية في القضاء والنواحي التابعة له والتي تضررت بفعل الدواعش والعمليات العسكرية. لافتا الى ضرورة زيادة حصة المستشفى من الأدوية خاصة للأمراض المزمنة، وتزويده بالأجهزة الطبية الحديثة. منوها الى معاناة الكثير من الشرائح الفقيرة في القضاء بمراجعة الاطباء في عياداتهم الخاصة وكشفياتهم المرتفعة، ناهيك عن اسعار الادوية في الصيدليات.