أكد مستشار حكومي رفيع أن الاتفاق النفطي بين العراق ومصر سينعش العلاقات الاقتصادية بين البلدين، موضحا أنه يعتبر إشارة مهمة لإشاعة التعاون الاقتصادي الدولي. في هذه الأثناء، رأى خبير نفطي أن العراق وجد سوقا جديدة وستراتيجية لتسويق نفطه إلى أفريقيا وأورو
أكد مستشار حكومي رفيع أن الاتفاق النفطي بين العراق ومصر سينعش العلاقات الاقتصادية بين البلدين، موضحا أنه يعتبر إشارة مهمة لإشاعة التعاون الاقتصادي الدولي. في هذه الأثناء، رأى خبير نفطي أن العراق وجد سوقا جديدة وستراتيجية لتسويق نفطه إلى أفريقيا وأوروبا.
وكانت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية أكدت، مطلع كانون الثاني الماضي، أن الحكومة المصرية طلبت من نظيرتها العراقية تفعيل اتفاق لتوريد مليون برميل من خام البصرة لتكريرها في مصافيها، مشيرة إلى ان الاتفاق كان من المفترض ان يدخل حيّز التنفيذ مطلع هذا العام.
ويقول مظهر محمد صالح، المستشار المالي لرئيس الوزراء، في تصريح لـ(المدى) ان "عقد تزويد مصر بالنفط الخام من العقود الستراتيجية التي تتخطى البعد التجاري، واعتماد المصافي المصرية على الخام العراقي مسـألة مهمة لاستقرار امدادات العراق على الأمد الطويل".
واضاف المستشار الحكومي الرفيع أن "التعاون النفطي مع مصر يعد إشارة مهمة للتعاون الإقليمي بين العراق ومحيطه العربي، ويعكس في الوقت ذاته، رغبة جمهورية مصر العربية بالتعاون مع العراق في المجالات التجارية والاستثمارية".
وتوقع صالح أن "ينعش الاتفاق العلاقات الاقتصادية وتعزز التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة لتحقيق التنمية التي تخدم الطرفين"، مشددا على أن "العراق جاد في توسيع التعاون الاقتصادي الدولي الذي يؤدي إلى تحقيق التفاهمات لحل المشاكل الدولية ومواجهة الأخطار منها التصدي للإرهاب".
وفي السياق ذاته، قال الخبير النفطي ضرغام محمد لـ(المدى)، ان "العراق وجد زبونا جديدا لشراء نفطه بعد الاتفاق العراقي – المصري على توريد النفط إلى القاهرة"، مبيناً أن "السوق المصرية تعتبر من الأسواق الاستهلاكية وتمتاز بالموقع الجغرافي المهم وقربها من الزبائن الآسيويين والأوروبيين".
ولفت الخبير النفطي إلى أن "جمهورية مصر ترصد سنوياً مبالغ كبيرة لدعم قطاع الطاقة، بالتالي ستكون قادرة على تأمين مبالغ الدفعات النفطية، وقد تحصل اتفاقات لتأمين صفقات للصناعات الحربية لأسلحة وذخائر مصرية، اضافة الى الاستفادة من شركاتهم القابضة في اعادة اعمار المناطق العراقية المحرّرة".
وبيّن محمد ان "الأسواق الآسيوية والأوروبية تعد زبائن شبه دائمين للنفط العراقي، وتشكل أسواق النفط فرصا منافسة للمنتجين النفطيين في ظل تخمة المعروض النفطي العالمي، لذلك فإن السوق المصرية ستكون اضافة جيدة لزبائن العراق وسوقاً تتوسع سنوياً وتستوعب صادرات نفطية اضافية في ظل حاجتها للطاقة إثر النمو السكاني والاستثماري السريع فيها".
لكن مراقبين عراقيين أعربوا عن خشيتهم من عجز الجانب المصري عن الايفاء بالتزاماته المالية جراء الضائقة المالية التي تعاني منها مصر.
ومن المتوقع أن يزور العراق الشهر الحالي، وفد مصري نفطي للاتفاق على المسودة النهائية لاتفاق استيراد النفط الخام، حيث تسعى مصر لاستيراد بين مليون الى مليوني برميل شهرياً من النفط الخام العراقي.
وكان العراق ومصر اتفقا العام الماضي على توريد مليون برميل من خام البصرة لتكريرها في مصافي القاهرة، في وقت تعمل شركات مصرية في البصرة بمجالات النفط والغاز.