إلى روح الشاعر أحمد آدملا تلمسوا طين الأرضأو تقطعوا من عشب الضفتينفليس هناك خيار بين الاثنينطفل ما زال نحيل ...ومهد بين الضفتين يميل .لا توقظوا طفل الماء الآنودعوه ينام قرير العينينيتوسط مهد الماء فمن الماء أتىوإليه يعود ما هذا إلا يوم مشهود وبساط مم
إلى روح الشاعر أحمد آدم
لا تلمسوا طين الأرض
أو تقطعوا من عشب الضفتين
فليس هناك خيار بين الاثنين
طفل ما زال نحيل ...
ومهد بين الضفتين يميل .
لا توقظوا طفل الماء الآن
ودعوه ينام قرير العينين
يتوسط مهد الماء
فمن الماء أتى
وإليه يعود
ما هذا إلا يوم مشهود
وبساط ممدود
وسليل الماء لا يُدرك ما كان
يدور...
أو سوف يدور
عرف النائم دوران الناعور
فاشتد فيه العود
تأمل الكلمات
وروح الأشياء
فاستوطن فيه النور
وامتدت سُجف الديجور
وما زال الكوّن يمور
اختلط الأسوّد بالأبيّض
لكن العائد من صُلب الماء
انتبذ مكاناً ممدود
وفراشاً موعود.
عاد إلى النهر نقياً ...
هجر الأرض .. فما عاد شقياً..
لا توقظوا طفل الماء من غفوّته
فما زال الصوّت يدور
من ثديّ الأم ينطلق التنور
وعلى الضفتين يدور
الأم ..
تنوء بحمل مدرتها .. وتقول :
ألا توقظ يا نهر الماء .. فتاكَ ؟
فلقد ثقُل الصدر ...
أوقظه ... فليس سواك
مَن ينده صبيتنا ..
ولتكن الحلمة بين الشفتين
وليمتزج الماء بحليب الثديين
فالطفل النائم بين الضفتين
ولدي احمد ...
وما في الصدر غير غذاء الموّعودين
وما خوفي الآن
سوى من جوع المختومين
بالجوع الأبدي .
صدري ينهشه المتخومين
ها هم يصرخون ..
وعلى كتف النهر يمرّون
كلُ يحمل زوّادته
وفي القلب سعير
فدع سرّك يا نهر بين الضفتين
واحفظ لي ولدي من جوّر الآتين
وعسف الباقين
واترك ضفتيك تمرجح مهد الماء
فأحمد بين ذرعيك قرير
فمن الماء أتى
وإليه يصير.
دعهم .. لا توقظه الآن ..
وليعبر آخرهم
نحو الشرق أو الغرب
ويليه الآخر ..
فلينقطع الآتون على شبق
مسنون
فلا أحمد يُبصرهم
ولا هم عن الغيّ منقطعون
فلهاث الدنيا كثير
والجوّر كثير
وصراع الأخوّة مرير...!
دعه على منأى من وجع الأرض
فالماء سرير
ومدراتي أودعها لماء النهر
ومدراتي غذاء المحرومين.
لا أنأى عن ضفتيك
فيّدٌ على أحمد
والأخرى على القلب تقيك
تعبت أمك يا أحمد
وأعياها الحزن عليك
نامت أمك يا أحمد جنب الضفتين
أو هدَّ خلاياها السُهد
وحين انتبهت رأت النهر يسير
والطفل صبياً يجري
وفتى ينمو فوق الماء
يعبر و يلهو بين الضفتين ويدور
وعلى الماء يسير.
قالت :
يا ربَّ الكوّن
أحمد في الماء كان يغيب
ومن الماء آتٍ بلوح الحكمة
لا يصغي لضجيج ساد هناك
أو تغريه ألوان الدنيا سواك
أحيقار لا يألف غير الحكمة
أحمد طفل عاد بحكمته
بين الضفتين
أحمد ... صِبيتنا عادوا
فبأي الأيام تعود ..؟
فارفق يا نهر بأولاد محبتنا
وفتيان الدرب
إن غاب النبع في النسيان
فهيهات ... هيهات ..
ينفرط الجمعان ..
أحمد والنهر
والطفل الإنسان. .