TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ظواهر مسرحية عربية تستدعي التساؤل!

ظواهر مسرحية عربية تستدعي التساؤل!

نشر في: 13 فبراير, 2017: 09:01 م

من منجزات (الهيئة العربية للمسرح) التي يترأسها الدكتور سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة وهو الكاتب المسرحي المرموق والداعم للحركة المسرحية العربية، اقامة مهرجان مسرحي عربي (وليس دولي!) سنوي يُعقد كل عام في بلد عربي وفي دورته التاسعة التي عُقدت في الجزائر لاحظنا عدداً من الظواهر تستدعينا للتساؤل عن أسبابها ومنها ما يأتي :
أولاً : عادة ما يُقام مهرجان الهيئة العربية في عاصمة البلد المضيف فلا أدري لماذا عُقد هذا العام في مدينتي (وهران) و(مستغانم) وليس في العاصمة الجزائر ، هل لأسباب أمنية أو لأسباب فنية أو لأسباب مالية؟
ثانياً : كتب رسالة المسرح العربي لهذا العام المخرج المسرحي الأردني (حاتم السيد) فلماذا قرأها عنه المخرج والممثل العراقي (عزيز خيون) ولم تعهد قراءتها إلى مخرج أردني؟  ولا ندري أسباب غياب (حاتم السيد) عن حضور المهرجان، هل لأسباب مرضية أم غير ذلك؟ لماذا القاء (عزيز خيون) للرسالة هل سيكسبها جمالاً ؟
ثالثاً : عقدت خلال أيام المهرجان مؤتمرات صحفية عن المسرحيات المشاركة في مسابقة جائزة الدكتور سلطان القاسمي لأفضل عرض، ولا ندري ما الغرض من عقد مثل هذه المؤتمرات، وهل للتعريف بالمسرحية ، ونتساءل ألا يؤثر ما يقال في هذه المؤتمرات على عقول ومشاعر المتلقين والنقاد او تقلل من متعة التفرج؟
رابعاً: عقدت على هامش المهرجان العديد من الندوات الفكرية والورش والمحاضرات ونتساءل ما فائدة مثل تلك  الندوات، وما هي نتائجها ليس في هذا المهرجان، بل حتى في المهرجانات المسرحية العربية – الدولية الأخرى ؟ هل ساهمت فعلاً في تطوير عدد من المهارات؟ هل وضعت توصياتها موضع التطبيق فعلياً ؟
خامساً : معظم المسرحيات التي شاركت في المهرجان، وخصوصاً تلك التي شاركت في المسابقة كتب نصوصها كتّاب جدد أو غير مشهورين، وأخرجها مخرجون جدد أو غير مشهورين، ونتساءل: هل كان ذلك بقصد تشجيع المسرحيين المبتدئين أو الشباب أو لأن انتاجات المنتجين المشهورين ليست بالمستوى الرفيع الذي يستحق المشاركة في هذا المهرجان المسرحي العربي المهم، بل والأهم أم أن الساحة المسرحية العربية قد غاب عنها الجيل القديم وحلَّ محله جيلٌ جديد؟
من بين تسع مسرحيات مشاركة في مسابقة أفضل عرض كان كتّاب نصوص ثلاثة منها عراقيان وهذا ما يدعو إلى الفخر بالطبع ، فالمسرحية العراقية (يا رب) كتب نصها الكاتب المسرحي العراقي الجديد (علي عبد النبي) ويبدو أن النصوص التي كتبها راقت لعدد من المخرجين العرب ومنهم المخرج العراقي (ياسين اسماعيل) الذي أخرج عام 2015 مسرحية (سفينة آدم) ويشغل مؤتمر وكانت (شذى سالم) شقيقة (سها سالم) بطلة تلك المسرحية. ويبدو لي أن نصوص الكاتب (علي) تتميز بالحبكة الرصينة والحوار وبالمضمون الذي يضرب على الوتر الوجداني الحساس للمواطن العراقي والعربي. وكان هذا الكاتب الشاب جريئاً في طروحاته عن مظالم العراقيين وتناوله المقدس بين الدين والعقل على حدِّ تعبير الناقد صميم حسب الله .
وشارك المسرح الكويتي بنص للكاتب الشاب (عبدالأمير شمخي) الذي سبق وشارك في نص قدمته مجموعة من الممثلات التونسيات في مهرجان ببغداد وسبق أيضاً وشاركت فرقة كويتية أخرى بنص آخر لعبدالأمير وتتميز كتاباته بالحرفية العالية وبرسمه الواضح للشخصيات الدرامية وصراعها ، وأذكر هنا أنني أخرجت له نص مسرحيته (الرهن) في فرقة المسرح الفني الحديث والتي أعدها عن رواية فؤاد التكرلي (الوجه الآخر) ببراعة وحقق عرضها نجاحاً باهراً وشارك في التمثيل معظم أعضاء الفرقة وفي مقدمتهم الراحلان (يوسف العاني وخليل شوقي).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram