TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تساؤلات

تساؤلات

نشر في: 13 فبراير, 2017: 09:01 م

لماذا تمّت عرقلة تظاهرات السبت الفائت؟ لماذا انتهت بالفوضى وبقتل ثمانية شهداء وجرح المئات من المتظاهرين؟.. من كان وراء ضرب المتظاهرين بالغاز المسيّل للدموع ومن أطلق الصواريخ على المنطقة الخضراء؟ اسئلة ستظل إجاباتها تتخذ أشكالاً مختلفة، فكل جهة تحلل الأمور من وجهة نظرها، وتطرح أمام الشارع أجوبة غير مقنعة، لأنها ترتكن الى أهداف ومصالح وليس إلى حقائق صريحة...
يرى التيار المدني على سبيل المثال، أن ضرب التظاهرات هو ضرب للديمقراطية ونيّات الإصلاح لأن التظاهر السلمي، حق دستوري مكفول للمواطن وركن أساس من أركان الديمقراطية، مشدداً على أن، التظاهرات كانت سلمية وأن القوات الأمنية تعاونت مع المتظاهرين ولم تكن تنوي ضربهم.. ويرى التيار الصدري، أن الأحزاب الفاسدة هي التي تسعى الى عرقلة سعيه الى إزالة الفساد الانتخابي بمطالبته بإلغاء مفوضية الانتخابات القائمة على المحاصصة والطائفية، مشدداً أيضاً على أن تظاهراته كانت سلمية وأن هناك جهات اقليمية وراء ضرب المنطقة الخضراء...
من جهته، يتهم حزب الدعوة المتظاهرين بقصف المنطقة الخضراء محذراً من مؤامرات خارجية، ومؤكداً على وجود مسلحين بين المتظاهرين، في الوقت الذي يدعو فيه رئيس الوزراء الى الالتزام بالقانون لحماية المتظاهرين، ساعياً الى تشكيل لجنة تحقيقية للبحث عمن يقف وراء أحداث السبت، مع توجيه قيادة عمليات بغداد بالتنسيق مع العمليات المشتركة للقيام بحملات تفتيش واسعة لضبط الأسلحة وقاذفات الصواريخ ومصادرتها، أما أعضاء مجلس النواب، فاكتفى بعضهم بالصمت، وأطلق البعض الآخر تصريحات نارية، تؤكد حجم الخلاف القائم بين الكتل وانسحب صدام الآراء الى مواقع التواصل الاجتماعي و(كروبات) الإعلاميين والمثقفين فكلٌ يغني على ليلاه كما يحدث بعد كل حدث عراقي جديد..
في الجانب الآخر من الحدث، استقبلت ثماني عوائل جثث أولادها وهرعت عوائل أخرى الى المستشفيات لتطمئن على جرحاها، بينما انشغل عمال النظافة بتنظيف الدم المُراق في موقع الحدث، بعد أن انفضّت التظاهرات ولم يحصد المتظاهرون سوى فقدان أفراد منهم وجرح آخرين وإغلاق جسر الجمهورية لمنعهم من معاودة الكرّة..
ثمة أسئلة أخرى باتت تلح علينا بعد أن حفظنا ردود الفعل السياسية عن ظهر قلب فلن تفيدنا التصريحات أو الاتهامات المتبادلة ولا تشكيل اللجان ..نحن نتساءل فقط.. ماكان سيحدث لو لم تقمع التظاهرة؟..هل كانت هناك خشية من دخول المتظاهرين الى المنطقة الخضراء؟ وهل تستحق الدعوة الى إلغاء المفوضية التضحية بدماء عراقية جديدة وكلنا يعلم أن تغيير المفوضية لن يكون جذرياً كما دعا له زعيم التيار الصدري، بل ستتغير الوجوه بوجوه أخرى من نفس الأطياف والكتل، طالما أن مناخها العام مقسم على أسس المحاصصة والطائفية؟... وهل كان الأمر برمته مجرد استعراض جديد للقوة من جانب ومحاولة لتكريس الفوضى من جانب آخر ؟
ألا يتساءل رجال السياسة في العراق مثلنا عمن سيستفيد من افعالهم تلك؟ ألسنا نخوض حرباً مع أشرس عدو خارجي، ولدينا خلافات وتحديات وأطماع وتدخلات اقليمية...ألا تصبح مثل تلك الفرص سائغة للمزيد من التدخلات ونيل المصالح وتحقيق اهداف تعود بفائدتها على آخرين بينما يواصل المواطن العراقي التضحية بدمه حتى لو استخدم أكثر وسيلة سلمية في عصر الديمقراطية.. ودون أن يحصل على اجوبة شافية لتساؤلاته...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram