أعلنت الشرطة الماليزية، أمس الأربعاء، أنها اعتقلت امرأة من ميانمار، وتبحث عن أجانب آخرين فيما يتعلق بتحقيق في اغتيال كيم جونغ نام الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بالسم.وقالت الشرطة في بيان، إن المرأة التي تحمل أوراق سفر فيتنامية، اع
أعلنت الشرطة الماليزية، أمس الأربعاء، أنها اعتقلت امرأة من ميانمار، وتبحث عن أجانب آخرين فيما يتعلق بتحقيق في اغتيال كيم جونغ نام الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بالسم.
وقالت الشرطة في بيان، إن المرأة التي تحمل أوراق سفر فيتنامية، اعتقلت في مطار كوالالمبور، وتم التعرف عليها من خلال صور كاميرات المراقبة في المطار، وكانت بمفردها عندما ألقي القبض عليها. ونشرت وسائل إعلام صورة في وقت سابق التقطتها كاميرات المراقبة في المطار لشابة ترتدي قميصاً أبيض يحمل حروف (أل.أو.أل).
وذكرت الشرطة أنها كانت تحمل وثائق باسم دوان ثي هونغ، وتاريخ ميلاد مايو/ أيار 1998، ومحل ميلاد في نام دينه بفيتنام. وأكد مفتش الشرطة الجنرال نور رشيد إبراهيم أن "الشرطة تبحث عن آخرين وكلهم أجانب" لكنه رفض ذكر جنسياتهم أو نوعهم. وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة شؤون التوحيد في كوريا الجنوبية، شونغ جون-هي، "إن حكومتنا واثقة من أن الرجل الذي اغتيل هو كيم جونغ- نام".
وأعلن الرئيس الكوري الجنوبي هوانغ كيو- اهن أن اغتيال كيم جونغ- نام، يجسد "وحشية" النظام الحاكم في بيونغ يانغ و"افتقاره إلى الإنسانية". في سياق متصل، قال أعضاء في برلمان كوريا الجنوبية، أمس الأربعاء، إن وكالة المخابرات في بلادهم تشتبه في أن عميلتين من كوريا الشمالية، اغتالتا الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية، في ماليزيا، فيما تسعى السلطات الطبية الماليزية للتعرف على سبب الوفاة.
وقالت مصادر في الحكومة الأميركية، لـ"رويترز"، إنها تعتقد أن عملاء من كوريا الشمالية قتلوا كيم جونج نام، فيما قالت الشرطة الماليزية، إنه توفي، يوم الاثنين، في طريقه من مطار كوالالمبور الدولي، إلى المستشفى.
وقال أعضاء في البرلمان، إن مخابرات كوريا الجنوبية تعتقد أنه سمّم، وذلك بعد تلقيهم إفادات من وكالة المخابرات. وقال كيم بيونج كي، وهو عضو في لجنة المخابرات بالبرلمان، عقب اجتماع مع رئيس وكالة المخابرات، "يبدو أن السبب الأرجح، هو السم، لكن سيتم فحص تلك الاحتمالية بدقّة خلال تشريح الجثة، وأسمع أن التشريح سيجري اليوم".
وأضاف "المرأتان هربتا في سيارة أجرة، وتقوم سلطات التحقيق الماليزية بتتبعهما، ويبدو أنهما لم يغادرا البلاد بعد". وذكر كيم، أن وكالة المخابرات، أبلغتهم أن زعيم كوريا الشمالية، أصدر "أمراً دائماً" باغتيال أخيه غير الشقيق، وأن محاولة اغتيال فاشلة وقعت في 2012. وأردف "من المفترض أن الاغتيال هو نتيجة لجهود السلطة الشرطية (في كوريا الشمالية) منذ فترة طويلة، لذلك يبدو أن توقيت عملية الاغتيال لا يحمل أي معنى خاص سوى أنه تنفيذ للأمر الدائم القائم منذ فترة طويلة".
وأضاف النواب، نقلًا عن المخابرات، إن كيم جونج نام، كان يعيش تحت حماية بكين مع زوجته الثانية فى إقليم مكاو الصيني، وقال أحد النواب، إن كيم جونج نام، له أيضاً زوجة، وابن، في بكين. وقال لي تشيول ووه، وهو نائب أيضاً في البرلمان، "(كيم جونج نام) له زوجة أولى، وابن في بكين، كما أن لديه زوجة ثانية، وابناً وابنة في مكاو، وتم التحقق أن هاتين العائلتين ينعمان بحماية السلطات الصينية". وكان كيم جونج نام، الابن الأكبر لزعيم كوريا الشمالية، الراحل كيم جونج إيل، وجاهر بانتقاد سيطرة عائلته على السلطة في البلد المنعزل.
ويقول النواب في كوريا الجنوبية، إن مقتله سيشكل صدمة للنخبة في الشمال.
وقال لي، "الأشخاص العاديون في كوريا الشمالية لا يعلمون بوجود كيم جونج نام، ولكن أعضاء النخبة يعلمون بشأنه، ولذلك ستمثل هذه الواقعة صدمة لهم".
من جانب آخر، أكدت مصادر في كوريا الجنوبية، انكيم جونج نام، الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون - الذي اغتيل، الاثنين الماضي، في ماليزيا- كان قد توسل أخاه في 2012 الإبقاء على حياته وحياة عائلته بعد أن نجا من محاولة اغتيال، وفق ما أفاد نواب كوريون جنوبيون، امس الأربعاء. وبوصفه الإبن الأكبر للزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونغ ايل، اعتبر كيم جونج نام، لفترة وريث أبيه، لكنه فقد حظوته لديه في بداية سنوات الألفين بعد توقيفه في مطار طوكيو، وفي حوزته جواز سفر مزور، وقال حينها أنه كان يريد زيارة ديزني لاند.
بعدها عاش في المنفى، وتولى أخوه الحكم بعد وفاة أبيه في نهاية 2011.
وفي 2012، حاول عناصر تابعون لنظام كوريا الشمالية، اغتيال كيم جونج نام، الذي كان يدافع عن إصلاح نظام الحكم، وفق ما قال نواب كوريون جنوبيون للصحافة، بعد اجتماع مغلق مع رئيس الاستخبارات لي بيونج هو.
وقال رئيس الاستخبارات الكورية الجنوبية، إن كيم جونج نام، أرسل بعد تعرضه لمحاولة اغتيال رسالة في أبريل 2012، إلى أخيه كتب فيها، "أرجوك أبق على حياتي وحياة عائلتي"، وفق ما قال للصحافيين كيم بيونج كي، عضو لجنة الاستخبارات في البرلمان.