أفتتح على قاعة حوار، المعرض الشخصي الأول للتشكيلية هدى أسعد، تحت عنوان (إختزالات) الذي ضمَّ (20) عملاً فنياً مختلفة القياسات.. ولكنها تشترك في إستلهامها من عمق وادي الرافدين.لقد أعتمدت هدى أسعد على مبدأ التصميم والإخراج الفني في جميع أعمالها، من حيث
أفتتح على قاعة حوار، المعرض الشخصي الأول للتشكيلية هدى أسعد، تحت عنوان (إختزالات) الذي ضمَّ (20) عملاً فنياً مختلفة القياسات.. ولكنها تشترك في إستلهامها من عمق وادي الرافدين.
لقد أعتمدت هدى أسعد على مبدأ التصميم والإخراج الفني في جميع أعمالها، من حيث نظافة اللون وتجسيد كتل المواد والخامات الأخرى التي وظفتها لصالح نجاح لوحاتها، التي تقترب نوعاً ما إلى لغة تصميم فن البوستر.. ولكن بعضاً من ضربات فرشاتها وكتل سكينها اللونية هنا وهناك تعطي روحية اللوحة التعبيرية التي تحمل في طياتها ثيمة موضوعاتها التي تناولتها مع رمزيات تأريخية أتسمت بها حضاراتنا في الكتابة الصورية.. والأشكال الهندسية المتنوعة.. ورمزية الهلال، فضلاً عن جمالية مساحة الفضاء اللوني الذي أعطى وهجاً وضياءً رغم أن أغلبها مرسوم بالوان قاتمة.
سأتكأ على نصين من دليل معرضها، الأول للفنان قاسم سبتي، الذي قال: منذ لحظة تخرجها من كلية الفنون الجميلة، وهي تحاول جاهدة في البحث عن أسلوب يميّزها عن زميلاتها اللائي نجح قسم منهن في الحصول على تلك البصمات التي ميّزت أعمالهن، وبات الجميع على معرفة تامة بهن، كما باتت جدران قاعات العرض تزيّن بالكثير من تجاربهن البارعة، واليوم تحتفل (حوار) بـ (هدى أسعد) لا لكونها فنانة ما زالت تجرِّب، بل لأنها أثبتت علو كعبها وتمكنها من الإمساك بتجربة أكثر جدية في مسيرتها.. بينما يكتب الناقد مؤيد البصام النص الثاني، قائلاً: تتمثل الفنانة هدى أسعد في أعمالها إمكانية أن تصل لبعث حياة رموزها، والشفرات التي توصلت إليها من القراءة والنظر إلى أعمال الأسلاف والموروث الشعبي، لهذا تدمج بين الإشكالية المعرفية والجمالية، في التلاعب بين الكتلة والفضاء الذي تسبح رموزها فيه، وعملها في التطعيم بالرموز والدلالات التي تمثل لها هذا البعد المتسلل لما تركه السابقون والقيم الجمالية في أعمالهم.
إن لوحاتها القائمة على الأشكال الهندسية والرسم بالسكين لإحداث ملمس يعطي بعض الأحيان الإنطباع كملصقات الكولاج، إنما يعبّر عن إمكانياتها في خلق عالمها الجمالي بقيمته ودلالاته ورميه على ظهر اللوحة مع الإحتفاظ بصورة الماضي وجمال تراث الحاضر.