الارتعاش يصاحب الخوف فحين يقول العراقي" وكف شعر راسي من الخوف" فهو يعبّر عن مشاعره لحظة تعرضه لخطر حقيقي او وهمي ، الخوف في بعض الاحيان يجعل الشخص يرتعش تصيبه "رجفة" مصحوبة باصفرار الوجه . محرك البحث العم غوغل يعرِّف الخوف بأنه (شعور قوي ومزعج تجاه خطر، إما حقيقي أو خيالي ، وهو العدو الأعظم للإنسان والسبب وراء الفشل والمرض وخلل العلاقات الإنسانية ويخاف ملايين الناس من الماضي والمستقبل والشيخوخة والجنون والموت ، الخوف ما هو إلا فكرة في العقل الباطن ، خوف موضوعي ينشأ نتيجة خطر حقيقي يهدد حياة الإنسان أو سلامته أو أقرب الناس إليه كأطفاله ، هناك نوع آخر من الخوف غير موضوعي ينشأ عن مواقف لا تهدد الإنسان بأخطار حقيقية كالخوف من الظلام أو الخوف من الأماكن المغلقة أو المرتفعة الفوبيا )
الحيوانات هي الاخرى تعبّر عن شعورها بالخوف بطرقها الخاصة ، فالقطط ترفع ذيولها الى الأعلى ، والكلاب تجري نحو اتجاهات مختلفة ، والحمير تظل تدور حول نفسها ، ومن الطيور الصافر يطلق صفيره لشعوره بوجود خطر يهدده ، ومن يصفر من الصافر ، يكون في اعلى درجات الرعب ، وفي الذاكرة الشعبية ورد الخوف في العديد من الأمثال، فمن لدغته الافعى يخاف من جرِّ الحبل ، والعداء التاريخي بين الكلاب من القطط ، نشأ نتيجة الخوف ، لكن مظاهره انتهت ، ويبدو انهما وصلا الى نقاط تفاهم مشتركة وعقدا اتفاقية صلح فاستقبلت نفايات أحياء بغداد القديمة الكلاب والقطط السائبة ، ولم تسجل بين الجانبين حالات صراع واندلاع اشتباكات باستخدام الأنياب والمخالب على مكبات النفايات.
يحدثنا التاريخ عن حروب وغزوات العرب بوصفهم خير مَن ركب المطايا بان القائد كان يقوم بجولة سريعة لتفحص وجوه الفرسان ، لامتلاكه فراسة في معرفة الخوف بين رجاله، وما ان يشعر بان الروح المعنوية تحت الصفر، يستعين بالأساليب المتاحة لتأجيج الحماسة فيتحدث عن الظفر بالغنائم والعودة الى الديار بالسبايا من النساء الجميلات ، ثم يعلن ساعة الصفر ، و"ها اخوتي ها عليهم" .
الخوف الخيالي وخاصة في الدول المضطربة أمنيا وسياسيا يتحول الى حقيقي والعراقيون يخافون من المجهول والمستقبل ، المرأة تخاف من احتمال ارتباط زوجها بامرأة اخرى فتتحول الى ضرّة ، والطالب يخاف من الرسوب ، وسائق سيارة الأجرة يخاف من وقوعه في فخ السلّابة ، ورجل الاعمال يخاف من اختطاف احد أبنائه بغية الحصول على فدية مالية ، وعضو مجلس النواب يخاف من رئيس كتلته النيابية ، حين يرفع يده للتصويت على مشروع قانون ، والوزير يخاف من إجراءات التقشف والاستجواب ، لأن صاحب المعالي يحتاج الى المزيد من الموارد المالية لتحقيق برامجه الشخصية في مكتبه الخلفي ، والضابط يمتنع عن معاقبة الجندي المخالف خوفاً من الفصل العشائري ، وامين عام الحزب يخاف من عقد مؤتمر داخلي يزيحه من موقعه ، وقوى سياسية ترفض تعديل قانون الانتخابات ، وتغيير المفوضية ، لأنها تخاف من فشلها في الحصول على مقاعد في مجلس النواب المقبل يؤهلها للمشاركة في الحكومة .
في حال تعديل القانون الانتخابي وتحقيق معجزة اختيار شخصيات مستقلة للمفوضية ، سيواجه القادة السياسيون مشكلة الارتعاش " والرجفة " قد يتدارك بعضهم اللجوء الى ورش "الميزانية والبلنص " والآخر يفضل الارتعاش بوصفه علامة لوجود خلل في التوازن يعتقد بأنه السبيل الوحيد لحصد المزيد من اصوات قاعدته الشعبية. .
السياسي يرتعش خوفاً
[post-views]
نشر في: 17 فبراير, 2017: 09:01 م