TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أيّها البرلمان هل اكتفيت أم ستطلب المزيد ؟!

أيّها البرلمان هل اكتفيت أم ستطلب المزيد ؟!

نشر في: 26 فبراير, 2017: 06:49 م

ali.h@almadapaper.net

يملأ السياسيون حياتنا بالأكاذيب وبيانات التهريج ،  وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات " صاغراً" لانتخاب " من يمثله طائفياً ، لاوطنياً  . وبكل صلافة يتحول الكثير منهم إلى محللين اقتصاديين وخبراء في شؤون الطاقة الذرية  ، وأحيانا فقهاء في  لباس المرأة ومكياجها  . الكثير من هؤلاء يضحكون علينا في مواقف غير مضحكة ، من عيّنة ما أخبرنا به الناطق الرسمي لائتلاف دولة القانون النائب خالد الأسدي الذي قال بنباهة يعجز عنها أبو الاقتصاد آدم سميث نفسه ، أن  :" هناك ضائقة اقتصادية قد دفعت السعودية لزيارة بغداد " ما المطلوب إذن ياسيدي .. هل ستفتح بغداد خزائنا للرياض ؟
إذن علينا أن لانصدّق شعار حيدر العبادي  " التقشف  خيارنا " ، والدليل الذي يثبت صدق النائب خالد الاسدي ، هو القرار التاريخي الذي اتخذه مجلس النواب امس ، والذي اصبح بموجبه الراتب الاسمي للنائب خمسة ملايين دينار عدّاً ونقداً .
لعلّ أسوأ أنواع  العاملين في السياسة، هم الذين فقدوا الإحساس بروح المواطنة ، لستُ مطالباً أن أكتب بحثاً عن سنوات الخراب، أنا لا أملك سوى هذه الشرفة المتواضعة التي  يريد لها البعض أن تُغلق " بالقفل والمفتاح " ،  لأنني أحيانا أتحرّش " بعقال الراس "  مثلما أخبرني قارئ كريم محذرا متوعدا ، ان العشائر خط أحمر ،. إذن، المسألة، أن كرامة العراقي وأمنه  هي في إقرار النظام العشائري ، وليست سرقة وطن في وضح النهار  والذي نعاني منه هو عدم السماح لشيوخ العشائر بتولي زمام البلد ، وليست في تهجير خمسة ملايين مواطن عراقي ، للأسف أن مثل هذه الألاعيب هي المسؤولة عما فقدنا من نفوس وثروات.
منذ اكثر من عام  ونحن نتابع أخبار التقشف، وأخبرنا كبار المسؤولين ان هناك بعض المشاكل، وان البعض يريد لنا أن نعيد الحياة إلى مصطلح"شدّ الأحزمة". الحكومة تضيق صدراً بسبب انخفاض أسعار النفط ، وليس بسبب نهب ثروات البلاد.. لكن البرلمان اخبرنا امس وبصريح العبارة أن العراق ليس مفلساً، مبارك.. لكنّ أزمة المواطن الذي يبحث عن لقمة العيش مع مصطلح "التقشف" مستمرة بنجاح..
من يقدر من حضراتكم أن يعرف لماذا يعيش 30% من العراقيين تحت خط الفقر، ولماذا في بلاد الترليونات نجد ملايين الاشخاص  يحتاجون إلى مساعدات غذائية، ؟.. أتمنى أن لا تتهموني بالتجني على الحكومة والنواب  الأجلّاء فهذا جزء من تقرير دولي يحذر من انتشار الفقر في بلاد النهرين.
في دولةٍ لا يجد شعبها مستشفىً نظيفاً ، و يغصّ بمكبّات النفايات  ، يقيم البرلمان  مهرجاناً جديداً للنهب المنظم  ، في لحظةٍ بات معها  العراق   مطروداً من قائمة الدول المستقرة ،  صار مطلوباً من العراقيين ألّا يأكلوا أو يناموا، لكي يؤمّن لصوص هذه البلاد مستقبلهم في العيش الرغيد !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram