TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > من الإخوانية إلى المدنيّة

من الإخوانية إلى المدنيّة

نشر في: 27 فبراير, 2017: 06:53 م

 

ali.h@almadapaper.net

خرج علينا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ليُعلن بأنه سيُعيد الحياة إلى المجتمع المدني في العراق خلال السنوات القادمة ، ولهذا قرر أن يتحول من نائب رئيس الحزب الإسلامي إلى قائد لحزب التجمع المدني للإصلاح  ،   ولا أعرف أنا بالتاكيد  ، مثلما لايعرف ثلاثون مليون عراقي  ، سبباً لهذا التنقل من اليمين إلى اليسار ، فالدولة المدنية  كما يقول مفكرو الحزب الإسلامي ، ليست  سوى اختراع  ماسوني إمبريالي . ولم يبشّر بها سقراط  ويخرج سارتر الى الشوارع للدفاع عنها  . كذلك نعرف  نحن الذين  لم نلمح  ملمحاً " مدنيّاً " من السيد سليم الجبوري  ، انه  كان أول المصوّتين على قانون  محمود الحسن السيئ الصيت ، الذي كان يهدف  الى تدمير القليل المتبقي من معالم الدولة المدنية. أي نوع من المدنية سوف يرفع لواءها حزب سليم الجبوري ؟ الإخوانية أم تلك الطائفية ؟ ففي الديمقراطية العراقية الجديدة يمكن استنفار كل أجهزة الدولة من أجل الدفاع عن " قنفة البرلمان " ، التي يجب أن يُراق على جوانبها الدمُ .
هكذا تصل مرحلة السخرية ، إلى أقصى درجات الضحك حين نطلب من الناس أن تمسح من أعمارها أربعة عشر عاما من الظلام والخراب  وسيطرة أحزاب الإسلام السياسي التي ترفع شعار " الحجاب او التيزاب "، لتستبدلها بحزب مدني إصلاحي  ، يضع يده بيد السيد نوري المالكي من أجل  " وطن مدني وبرلمان أغلبية  " .
السيد سليم الجبوري  ، الشجاعة تقتضي مواجهة الناس بالحقائق  ، وليس التخفي تحت أغطية سياسية جديدة ، لأن الناس بعد ان تدقق في حزبك المدني  ستكتشف بسهولة أنه حزب  منتهي الصلاحية.
والحقيقة التي يجب ان يدركها الجميع ومنهم السيد سليم الجبوري ، انه لا بد من تفكيك البنية السياسية التحتية التي قادتنا إلى الخراب  ، بعد ان حلمنا ان التغيير  سيقودنا  الى دولة محترمة ، تنتظرها فيها السعادة  والرفاهية والعدالة الاجتماعية  .
السياسة ليست تجارة بأصوات الناخبين ، والديموقراطية ليست حصد هذه الأصوات بطرق بهلوانية . الانتخابات ليست هدفاً في حد ذاتها، لكنها وسيلة لحكمٍ صالح وسليم ، والديموقراطية لا تعني الوصول الى الحكم، بقدر ما تعني صنع مجال عامّ يتيح بناء مؤسسات حكومية  تخدم كلّ مواطن ، ولا تغض الطرف عن مقتل الإيزيدي لانه لاينتمي الى عشيرة تملك هاونات وقذائف ،  هذه هي الديموقراطية التي لا يمكن تحقيقها بمنطق التجارة المدنيّة الإصلاحية، أو بنظرية  الملا باسم أخونزاده رئيس حركة طالبان ، الذي طالب بأن تزرع  مقابل كل عبوة تحصد أرواح الابرياء  شجرة  ، ليثبت للعالم ان حركة طالبان ستتوقف مؤقتا عن  هواية قطع الرؤوس  ، وتؤسس حركة الإصلاح المدني الأخضر !

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram