كان لابدَّ للسينما بوصفها أخطر وسيلة اتصال أن يكون لها رأي بالذي يجري في اميركا، باعتبارها تمتلك القدرة على تمثل الحدث واستيعابه، وتحديد موقفها منه.
هوس ترامب بالقرارات التي اتخذها منذ توليه الرئاسة قبل شهرين والى الآن والتي أثارت العالم، تركت ردّات فعل مختلفة وصل بعضها الى القضاء ليردها ، معاركه المختلفة بحق وسائل الإعلام التي وصل البعض منها الى تحميلها مسؤولية الكثير من الأخطاء.
ولم تسلم السينما والسينمائيون من شظايا هوس الرئيس الذي راح وعلى غير عادة رؤساء اميركا يدخل في مساجلات تكاد تكون يومية مع فناني السينما وكان آخرها الرد بقسوة على واحدة من ألمع نجمات السينما في اميركا والعالم النجمة ميريل ستريب.
ولا أُغالي في قولي إن السينما ردّت لترامب الصفعة بأحسن منها، ولعل ما فعله السينمائيون حتى الآن هو الرد الأقوى بوجه ترامب وقراراته.
وقد انتظرت السينما بعض الايام لتهيء الى ترامب ردّها الأقوى عليه.. لقد انتظرت عرسها الأكبر الأوسكار لتصفي مع الرئيس حساباتها.
فقد اتخذ الإعلامي والممثل جيمي كيمل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مادة للسخرية في حفل الأوسكار الذي قدّمه وراح يتهكم على اضطراب المشهد السياسي في الولايات المتحدة والعالم منذ وصول ترامب نجم تلفزيون الواقع السابق إلى البيت الأبيض. وبخلاف سلسلة من الطِرَف والنوادر التي ظلّ يعود إليها طوال الحفل عما بينه وبين صديقه القديم الممثل مات ديمون من قفشات متبادلة حول هفواتهما، كان الرئيس الأمريكي الخامس والأربعون هو الموضوع المفضّل لدى كيمل.
لتتوالى كلمات النجوم الفائزين بالجائزة بالحديث عن ترامب الذي يبدو انه كان الحديث المفضل لهم، و (أعيد) الاعتبار الى ستريب التي امتدحها كيمل وتوّج كيمل حواره بإشادة متعمدة غير مباشرة بنجمة السينما ميريل ستريب المرشحة الدائمة لجوائز الأوسكار التي دفع تنديدها الحاد بترامب من فوق خشبة المسرح في حفل جوائز جولدن جلوب الرئيس إلى إطلاق تغريدة غاضبة على تويتر وصفها بأنها "واحدة من أكثر الممثلات المُبالغ في تقديرهن في هوليوود."
وقال كيمل "من أعمالها الأولى متوسطة المستوى في (صائد الغزلان) و (الخروج من أفريقيا) إلى أدائها المخيب في (كريمر ضد كريمر) و (اختيار صوفي) قدمت ميريل ستريت أكثر من 50 فيلماً بلا اكتراث على مدار مسيرتها الفنية الباهتة." وهي مرشحة للفوز بجائزة الأوسكار للمرة العشرين في حياتها الفنية كأفضل ممثلة عن فيلم (فلورنس فوستر جنكينز) .
ولم يكتفِ السينمائيون في عرسها الى أخذ (الثأر) لأنفسهم فقط، فقد ثأروا للاعلاميين الذين نالهم هوس ترامب كثيرا ، فقد ألمح كيمل إلى المواجهات بين ترامب ووسائل الإعلام فطالب مداعباً أي صحفي من سي.إن.إن ونيويورك تايمز ولوس أنجليس تايمز بمغادرة المبنى معلناً "لا تهاون عندنا مع الأخبار الزائفة.
ويتواصل المهرجان المنتظر بسخريته من ترامب ، بجوائز الأوسكار التي مُنحت – وياللمفارقة – الى مَن نالهم غضبه في حملته الانتخابية أو بعد توليه الرئاسة .. فها هو المخرج أصغر فرهادي الذي ينتمي الى شعوب الدول السبع التي حظر عليها الرئيس دخول اميركا، ينال الجائزة للمرة الثانية خلال خمس سنوات ويكلف – وهو الذي رفض المجيء احتجاجاً على القرار - إيرانيينِ أمريكيينِ أحدهما مهندسة والآخر عالم سابق في إدارة الطيران والفضاء (ناسا) لتمثيله في حفل توزيع جوائز الأوسكار، وفي ذلك ايضا ردٌّ قويٌّ على معاداة المهاجرين.
ولا ننسى فوز الأفارقة بالجملة بالجائزة التي كانت هذه المرة سوداء بامتياز..
وربما نستطيع ان نخمِّن ان اوليفر ستون قد وجد فكرة جيدة لفيلمه القادم.. خاصة وان الرئيس جمهوري.
ترامب.. السينما قالت كلمتها
[post-views]
نشر في: 1 مارس, 2017: 03:42 م
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...