يبدو أن الصداع الذي كان يزور لماما وغبا ،، استمرأ المقام، وغدا زائراً مقيماً لاسبيل للتخلص منه إلا للاستسلام لسطوته.
ينصحني الطبيب المحلي، أن استعين بطبيب عيون متمرس. فالعلّة في عصب البصر والنظر مهدد…افزع، وامتثل للنصيحة…
……..
اترك ليد طبيب العيون الحاذق، تجوس في جوف المقلتين عبر ناظور ضوئي متطور ، واصغي لنصائحه، تجنبي النظر للضوء المباشر، سيما نور الشمس، لا تسرفي في القراءة ، تركها افضل، راقبي نسبة السكر في الدم، يومياً وبانتظام، لا بد من عدسات بديلة….
- هيا إنظري للوحة الفحص وخبريني عن هذي الأحرف..
اللوحة امامي سوداء تماماً، اخترقها ببصري، اصطدم بالجدار خلفها، اخترقه، الأبواب كلها مغلقة، ادفعها، الستائر على النوافذ مسدلة، ازيحها بعناء، أرى الشارع محشوراً بالناس …
- يا دكتور أرى الحشود حيرى، تسير دونما هدف، أرى ظلالهم دون شخوصهم، أرى عقارب بلا ساعات، أرى سكاكين ومدى مشحونة بالكراهية والبغضاء، أرى سيارات كاديلاك
ومرسيدس تجرها حصن مسرجة، ألمح جماهير تهتف دون صوت.. الضباب يغلف المرئيات…
يهتف الطبيب هلعاً، انظري هنا، ركزي البصر نحو لوحة الفحص.
- لا أرى لوحة…
- ولا حروفاً ؟!
- ولا …
……..
يطفئ الطبيب مصباح الفحص الضوئي… ويكتب لي الوصفة.. اقرأها بتوجّس،
- الرجاء مراجعة مستشفى الأمراض النفسية.
………
## الصورة تجريدية .
لوحة تجريدية
[post-views]
نشر في: 1 مارس, 2017: 09:01 م