TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لوحة تجريدية

لوحة تجريدية

نشر في: 1 مارس, 2017: 09:01 م

يبدو أن الصداع الذي كان يزور لماما وغبا ،، استمرأ المقام، وغدا زائراً مقيماً لاسبيل للتخلص منه إلا للاستسلام  لسطوته.
ينصحني الطبيب  المحلي، أن استعين بطبيب عيون متمرس. فالعلّة في عصب البصر والنظر مهدد…افزع، وامتثل للنصيحة…
……..
اترك ليد طبيب العيون الحاذق، تجوس في جوف المقلتين عبر ناظور ضوئي متطور ، واصغي لنصائحه، تجنبي النظر للضوء المباشر، سيما نور الشمس، لا تسرفي في القراءة ، تركها افضل، راقبي نسبة السكر في الدم، يومياً وبانتظام، لا بد من عدسات بديلة….
- هيا إنظري للوحة الفحص وخبريني عن هذي  الأحرف..
اللوحة امامي سوداء تماماً، اخترقها ببصري، اصطدم بالجدار خلفها، اخترقه، الأبواب كلها مغلقة،  ادفعها، الستائر على النوافذ مسدلة، ازيحها بعناء، أرى الشارع محشوراً بالناس  …
- يا دكتور أرى الحشود حيرى، تسير دونما هدف، أرى ظلالهم دون شخوصهم، أرى  عقارب بلا ساعات، أرى سكاكين ومدى مشحونة بالكراهية والبغضاء، أرى سيارات كاديلاك
ومرسيدس تجرها حصن مسرجة، ألمح جماهير تهتف دون صوت.. الضباب يغلف المرئيات…
يهتف الطبيب هلعاً، انظري هنا، ركزي البصر نحو لوحة الفحص.
- لا أرى لوحة…
- ولا حروفاً ؟!
- ولا …
……..
يطفئ الطبيب مصباح الفحص  الضوئي… ويكتب لي الوصفة.. اقرأها  بتوجّس،
- الرجاء مراجعة  مستشفى الأمراض النفسية.
………
##  الصورة تجريدية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram