اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > أعمال التشكيلية العراقية (زينة المظفر)..اغتراب سيدات الفصول يغري غابات اللون

أعمال التشكيلية العراقية (زينة المظفر)..اغتراب سيدات الفصول يغري غابات اللون

نشر في: 4 مارس, 2017: 12:01 ص

تنطلق  الفنانة التشكيلية العراقية (زينة المظفر) المقيمة في كندا منذ سنوات في أعمالها  من منطق الرؤى المغايرة في التعبير عن الواقع الفعلي . أي  بتعبير أدق هي  تتناول مفردتي الغابة و المرأة بصفتهما منطلقاً جمالياً قادراً على تمثيل ا

تنطلق  الفنانة التشكيلية العراقية (زينة المظفر) المقيمة في كندا منذ سنوات في أعمالها  من منطق الرؤى المغايرة في التعبير عن الواقع الفعلي . أي  بتعبير أدق هي  تتناول مفردتي الغابة و المرأة بصفتهما منطلقاً جمالياً قادراً على تمثيل الواقع ، فهي إذ تجسدهما كمترادفتين أو كمرآة تعكس الواقع وتدل عليه ، مجسدتا بذلك للوعي النظري الذي تتميز به كفنانة وإنسانة ومبدعة ولتعكسه على الواقع.

فسلسلة أعمالها الاخيرة (سيدات الفصول )  دائما ما تركّز على تأكيد  الوعي الجمالي الرمزي المرتبط بتلك المعاني، لذا نراها تحاول أن تغوص في أعماق هموم المرأة  ،  ليحمل الشكل المجرد – المرأة والغابة - دلالات رمزية تؤثر في المشاعر العاطفية من خلال حيوية الفعل التشكيلي في محاولة لانتزاع فضاءات أوسع لحرية التعبير  .
 وتأسيساً على هذه فهي تحاول الاشتغال على الرؤية المرتبطة بالذاكرة الانسانية والمكان بوصفه يحمل طابعاً جذرياً بعيداً عن النظرة الحيادية فتحمله اشراقاتها وحنينها وبحثها الدائم عن  مكان ما مفتقد إلا في مخيلتها.
إن الفنانة ( زينة المظفر )  والمولودة في البصرة  جنوب العراق  ، والحاصلة على بكلوريوس الفنون التشكيلية من أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد عام 1999 تنصرف  على الدوام  نحو ذاتها أولا فالاغتراب الذي تعيشه من  سنوات بعيدة عن الوطن يجعلها تنتقل الى تصوير وتجسيد الشكل الانثوي فتنقلب الوانها الى القتامة  واللون الواحد المتقد أو المحايد أحياناً كي تجسد الحزن الموغل في  الذاكرة وتأخذ الاشكال بُعداً تأملياً  حزيناً،  بل غاضبٌ  احياناً لنساء في  أشكال تصويرية تستفزّ المتلقي ،  فيقوم اللون بالتعبير عندها بتحقيق العوامل الجمالية، ومن المؤكد أن الجمال في حدِّ ذاته قد يبدو نسبياً فهي تمتلك رؤية فنية خاصة يبرز فيها دور الذاكرة في التصوير.  إن العمل الفني عند الفنانة (زينة المظفر ) يمر بعدد من المراحل، أولها مرحلة الانفعال الداخلي وقد يبدو حاداً  او على شكل  مكابدات او ربما هو انثيالات للذاكرة - كما أسلفنا - وبعدها يأتي دور الرغبة في تحقيق التشكيل، ثم مرحلة تنفيذ ورسم الفكرة، التي تكوّنت في ذهنها  وتصوراتها كشكل أثيري أمامها تنفذها على سطح اللوحة وهنا نجد الانفعال الواضح في اخراج اللوحة عبر خصوصية اللون  وتفرّد شخصانية الاشكال، بل حتى في الإيقاع وشدّة الإضاءة وقد يصل التوتر لخشونة ضربة الفرشاة  ونعومتها ، وهذا ما تحاول الفنانة التعبير عنه عبر العديد من المشاركات ابتداءً من معرضها الشخصي الاول على أروقة معهد الفنون الجميلة عام 1992 مرورا بمعرضها (حوار الطبيعة ) بمركز الفنون ببغداد 1999 ومساهمتها في معارض مشتركة عديدة في كل من العراق,عمان, كندا, امريكا والفوز بجائزة فنية لتصميم نفذ في كندا 2009  .
  إنها تمنح اللون بُعداً أساسياً في تطوير الشكل الفني والمضمون ، وكأنها تعيد  صياغة  النور باطفاء إشراقات الألوان في ضوء حركة داخلية احياناً . مما يعطي الانطباع بأنها تحاول ان تخرجها من طور الكمون إلى طور الفعل، للتعبير عن حالة لا مرئية مطبوعة بداخل النفس البشرية. ففي أعمالها يتشابك العقلي بالجسدي ، والمادي  بالرمزي رغم بحثها الدائم عن نوع من التوازن الشكلي لكننا نحس أنها تحاول جاهدة الى تدمير الصورة التقليدية عبر محاولة الغور في اكتشاف ما هو مغيب او ما لم يصرّح به ، فالفن  عندها يعبّر عن الصدمة والحدث عبر رؤية مباشرة أو غير مباشرة للاشياء رغم أنها اعتمدت على عناصر الواقعية الشكلية لكن أسلوبها يجنح نحو الخيال مما يمنحها حرية واسعة في الجموح واعادة تشكيل المشخصات وفق تأثير منطق العقل الباطن  مع أنها لا تنحو الى التشوية المتعمد للاشكال لكنها تبرز شراسة واضحة لملامح الوجوه ونسب الأجسام . إنها تعلن انتقادها الصريح لكل ما  يواجه المرأة من  ظلم و حيف فهي تجعل من سلسلة الالوان في الطبيعة  وفيض من غابات حالمة متشابكة  تضج بألوان زاهية شفافة معادل موضوعي ووجه آخر لجمالية المرأة ، وكأنها تنقلنا بين قطبي التناقض ، الواقع بكل ما فيه من انكسارات وبين أمانيها بخلق عالم  أكثر شفافية  ونقاءً .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram