تزوجت وهي ما تزال تلميذة في المرحلة الثانوية، فقد تقدّم أليها زوجها الشاب سليل العائلة العريقة بعرض الزواج بطريقة تقليدية ووافقت أسرتها . وفي خلال شهور كانت قد انتقلت الى بيت زوجها ، ومرّت بها الحياة الزوجية هادئة هانئة ، فقد كان زوجها حريصا عل
تزوجت وهي ما تزال تلميذة في المرحلة الثانوية، فقد تقدّم أليها زوجها الشاب سليل العائلة العريقة بعرض الزواج بطريقة تقليدية ووافقت أسرتها . وفي خلال شهور كانت قد انتقلت الى بيت زوجها ، ومرّت بها الحياة الزوجية هادئة هانئة ، فقد كان زوجها حريصا على أرضائها وإسعادها ، يعود من عمله الى منزله فلا يغادره إلا في صباح اليوم التالي متوجهاً الى عمله وهكذا. ولم تتغير حياتها ، إلا عندما رزقها الله بطفلها الوحيد ! وعندما جاء الطفل تحولت حياة الزوج الى عمل متواصل ، وتوجّب عليه أن يبحث عن عمل إضافي يدخر منه ما يمكنه من تأمين مستقبل لطفله .
كان يعود من عمله مسرعاً ليتناول طعام الغداء على عجل ثم ينصرف الى العمل الإضافي فلا يعود منه الا في وقت متأخر من المساء مرهقاً مكدراً . ومرّت السنوات ، وكبر الطفل لينشأ مدللاً محاطاً بحنان الأم ورعاية الأب الذي كان يغدق على ولده الصبي الذي أصبح في السادسة عشرة من عمره بالهدايا والنقود بلا حساب . و رغم أنها أخبرت زوجها أكثر من مرّة ونبهته الى الطريقة التي يعامل بها الولد وإنها سوف تنشأ الولد وتصنع منه شاباً مدللاً بلا مسؤولية . ولم يشعر الأب أبداً بالتغيير الذي حدث في حياة إبنه الوحيد ! هي وحدها التي شعرت بالخطر المنذر . ورغم أن زوجها كان يغدق بالنقود على الولد إلا أنها كانت تتبخر من بين يديَّ بسرعة رهيبة فكان يعود في غيبة والده ليطالبها بنقود أخرى وفي البداية كانت تعطيه ، لكنها توقفت عندما بدأت تحتار في كيفية إهدار الصبي كل هذه النقود ، كما إنها بدأت ترتاب في تصرفاته خاصة بعد أن أصبح يهمل دراسته ويقضي معظم الوقت مع أصدقاء لا تعرفهم ، ولا يعود الى المنزل الا لينام وهو شاحب الوجه زائغ النظرات !
وحدثت الكارثة يوم أكتشف زوجها سرقة مبلغ كبير يصل الى ( 250 ألف دينار ) من الكنتور وأسرع مذهولاً ليخبر مركز الشرطة القريب من البيت ليبلغ عن السرقة لكن الطامة الكبرى كانت عندما ألقت الشرطة القبض على الّلص!
جلس زوجها وهو يرتعش في مركز شرطة الصليخ ليستمع الى الحقيقة المروعة من ضابط التحقيق أن اللص الذي تسلل الى غرفته وسرق المبلغ لم يكن سوى أبنه المراهق !! ولم يكن هذا هو كل شيء فقد كشف له ضابط التحقيق أن المعلومات التي جمعت عن ابنه أثبتت أن الولد تحول الى مدمن مخدرات ! كانت كل النقود التي يحصل عليها من الاب والام تذهب ثمناً للمخدر، وعندما تبخرت النقود بدأ الصبي يشترك مع رفاقه في سرقة بعض الاشياء الثمينة من المحال التجارية ليشتروا بثمنها المخدر. واخيرا زينوا له اصدقاء السوء ليسرق اموال والده. تنازل الاب عن ولده في المركز وحفظ التحقيق مؤقتا حفاظا على مستقبل الولد ، لكن الأب دفع الثمن غالياً حيث عاد الى المنزل يجرّ خطواته في تثاقل وخلفه ابنه يسير خائفاً من العقاب الذي ينتظره، وعندما وصلا الى البيت لم تمتد يد الاب الى ابنه ، بل دخل الى غرفة نومه وهو يهذي بكلمات غير مفهومة لقد اضاع عمره كله من اجل تأمين حياة ولده الوحيد، وها هو الابن يبعثر كل شيء في الهواء ، يتحول الى لص ومدمن مخدرات ايضا !
نام الاب وهو يحمل حزنه في صدره ولم يستيقظ اكتشفت زوجته في الصباح انه مات كمداً وحزناً .