TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى السبت:السيمفونية الثامنة

موسيقى السبت:السيمفونية الثامنة

نشر في: 11 مارس, 2017: 12:01 ص

هناك سيمفونية واحدة في تأريخ الموسيقى يمكن القول عنها أنها السيمفونية "الثامنة". هذه السيمفونية من تأليف التشيكي أنتونين دفورجاك (1841 - 1904)، والسبب بسيط لكنه عجيب بسبب تراكم الصدف. فسيمفونيته الثامنة في صول الكبير تحمل رقم 88 بين تسلسل أعماله، وأن

هناك سيمفونية واحدة في تأريخ الموسيقى يمكن القول عنها أنها السيمفونية "الثامنة". هذه السيمفونية من تأليف التشيكي أنتونين دفورجاك (1841 - 1904)، والسبب بسيط لكنه عجيب بسبب تراكم الصدف. فسيمفونيته الثامنة في صول الكبير تحمل رقم 88 بين تسلسل أعماله، وأنجزها في آخر سنة من عقد ثمانينات القرن التاسع عشر (1889)، بعد عام واحد من سنة 1888.
بدأ اهتمام دفورجاك بالموسيقى متأخراً نسبياً، في صباه. بعد الابتدائية درس ليصبح قصّاباً، ثم درس اللغة الألمانية قبل أن تستهويه الموسيقى، فدخل مدرسة دينية في براغ ليدرس الأورغن وهو في السادسة عشرة. لكنه سرعان ما تعلم العزف على الكمان. عمل عازف فيولا في المسرح البوهيمي المؤقت (الذي أصبح لاحقاً المسرح الوطني التشيكي في براغ) تحت قيادة بيدريخ سميتانا، وبدأ يعمل في التدريس ليكسب قوته، قبل أن يترك العمل في الفرقة سنة 1871 ليتفرغ للتدريس. لكنه بدأ في الوقت نفسه، بتأليف الأعمال الموسيقية، وتعاظم نشاطه في التأليف شيئاً فشيئاً. ألّف في سنة 1874 لوحدها 15 عملاً، بينها ثلاث سيمفونيات، تقدم بها لنيل منحة الامبراطورية النمساوية التي فاز بها. إلى جانب المنحة المالية فاز كذلك بدعم يوهانس برامز عضو لجنة التحكيم ولاحقاً بصداقته.عيّن في أكاديمية براغ وكتب هذه السيمفونية عرفاناً "لقبوله عضواً في أكاديمية الامبراطور فرانس يوزف لدعم الفنون والآداب"، وقدمت السيمفونية في 2 شباط 1890. وهي بذلك سيمفونية مشرقة اللون متفائلة وغنائية الطابع. بدأ السيمفونية بلحن وقور باستعمال أدوات متوسطة الطبقة في سلّم صول الصغير، ألا أنه سرعان ما ينتقل إلى صول الكبير ليستمر في باقي أجزاء السيمفونية بالسلالم الكبيرة على الأغلب، مع تحويلات قصيرة بالسلالم الصغيرة. تذكرنا الحركة الثانية بموسيقى فاغنر، الذي تأثر به دفورجاك، إلى جانب برامز، وهما خصمان لدودان سيطرا على الحياة الموسيقية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، الأول مثّل التيار القومي الرومانتيكي، والثاني الرومانتيكي الذي نهل من التراث الكلاسيكي. الحركة الثالثة للسيمفونية تتميز بنكهة الموسيقى الشعبية، مع شيء من مسحة الحزن. يعتبر قسمها الوسطي بين أجمل ما كتبه دفورجاك من موسيقى شعبية الطابع.
تبدأ الحركة الرابعة بنفير النحاسيات الاحتفالي، يتبعه مقطع غنائي راقص الطابع، لعلّه بين أكثر الألحان التي استعملها دفورجاك، في سيمفونياته التسع حميمية وأصالة. تتميز الحركة الأخيرة بشكل التنويعات التي يقطعها جزء قصير عارض بالسلّم الصغير. أنها أشبه بجولة في الريف البوهيمي الساحر ذات يوم صيفي مشمس.
تبع دفورجاك هذه السيمفونية الجميلة بالسيمفونية التاسعة (من العالم الجديد) التي ألّفها أثناء إقامته في الولايات المتحدة مديراً لكونسرفاتوار نيويورك، لثلاث سنوات (1892-1895)، استعمل فيها الموسيقى الشعبية للسكان الأصليين الهنود الحمر، كذلك بكونشرتو التشلو الشهيرة. من أعماله المعروفة كذلك الرقصات السلافية (مجموعتان)، التي كتبها متأثراً بعمل صديقه برامز الشهير رقصات مجرية، وهي 25 رقصة تعرف برامز على مادتها الموسيقية أثناء زياراته العديدة إلى المجر بدعوة من أصدقائه المجريين.
كان يدرس على الهارموني (التجانس الصوتي) في أكاديمية الموسيقى في براغ، التي أصبح مديرها سنة 1901.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

الحصيري في ثلاثة أزمنة

الهوية والتعبير الاسلوبي.. مشتركات تجمع شاكر حسن واللبناني جبران طرزي

موسيقى الاحد: احتفاليات 2025

رولز رويس أم تِسْلا؟

جُبنة ألسخوت(*)

مقالات ذات صلة

رولز رويس أم تِسْلا؟
عام

رولز رويس أم تِسْلا؟

لطفية الدليمي كلّما سمعتُ شاعراً أو كاتباً يقول:"أنا كائن لغوي. أنا مصنوع من مادّة اللغة" كان ذلك إيذاناً بقرع جرس إنذار الطوارئ في عقلي. هو يقولها في سياق إعلان بالتفوّق والتفرّد والقدرة الفائقة على...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram