TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > لكل جريمة حكاية: حوادث الإهمال لا تنتهي .. عطلُ المصعد أففقد الطفل ساقه

لكل جريمة حكاية: حوادث الإهمال لا تنتهي .. عطلُ المصعد أففقد الطفل ساقه

نشر في: 13 مارس, 2017: 12:01 ص

ذات يوم ذهب احمد وأسرته لزيارة خاله المقيم مع جدته في عمارة في شارع حيفا ! كان احمد مريضا وعنيدا مثل كل طفل في مثل عمره ! ولكن احمد لم يكن يعلم ان شيئا ما كان يختبئ له قبل ان يركب المصعد الذي كان يفرح عندما يستقله ! كانوا جميعا سعداء بحضورهم مناسبة د

ذات يوم ذهب احمد وأسرته لزيارة خاله المقيم مع جدته في عمارة في شارع حيفا ! كان احمد مريضا وعنيدا مثل كل طفل في مثل عمره ! ولكن احمد لم يكن يعلم ان شيئا ما كان يختبئ له قبل ان يركب المصعد الذي كان يفرح عندما يستقله ! كانوا جميعا سعداء بحضورهم مناسبة دينية ... كانت المراجيح تملأ الشوارع بالقرب من جامع صندل ... لم يستطع (احمد) ان يقاوم كل هذا وهو ينظر اليها من شباك شقة خاله ... وعلى الفور ذهب الطفل الى والدته يطلب منها النزول الى الشارع لكي يلعب ويلهو قليلا .. رفضت الأم ... ولكن احمد استعمل سلاحاً لا يقاوم بكى امامها راجياً بدموعه ان يحصل على الموافقة وامام بكائه تركته الأم بشرط الا يتأخر كثيرا حتى يعودوا الى منزلهم قبل قدوم المساء ... لم يكن يعلم الصغير ان هذه النزهة ستكون سببا في فقدان ساقه .                    ساعتان قضاهما  (احمد ) في المراجيح عاد بعدها الى شقة خاله ... أمام المصعد وقف الصغير ! دقائق ويصل ليفتح أبوابه ... دخل احمد .. جدته تسكن الطابق العاشر .. ضغط على الزر ... سيناريو مرعب كان ينتظر الصغير ! بين طابقين دارت احداث مرعبة يصعد المصعد سريعا واثناء صعوده وضع احمد قدمه على حافة المصعد ... وفجأة تنزلق قدمه وتنحشر في الباب ...
احمد يصرخ ويستغيث لكي ينقذه أحد من ساكني العمارة ... لم يسمع أحد صوته الا ان توقف المصعد في الطابق السادس ... قدم الصغير لا تزال محصوره بين المصعد والحائط ... احسَّ في هذه اللحظة ان الموت اصبح قريبا منه  على صراخه سمع بعض الساكنين في الطابق السادس ... خرجوا في محاولة لإنقاذ الصغير من براثن المصعد ... الأب يحاول مع الجميع والأم تصرخ بدموعها تطلب الانقاذ ... الحل الوحيد كان أبشع من ان يتصوره أحد ولكن كان همُّ الجميع ان يتثبتوا بالأمل في إنقاذ احمد وقدمه المحشورة بين الحائط والمصعد .. الساعات تمر واحمد يصرخ ... ( انا راح اموت ) ... الأم وقعت مغشيا عليها وتماسك الاب محاولا مع غيره انقاذه من الموت . احظر انبوبا حديديا في محاولة لإخراج ابنه من ذلك المأزق لكن من دون جدوى ... صراخ الصغير كان يقطع في القلوب ... اتصل الجيران بالنجدة والسيطرة القريبة ... حضرت النجدة والدفاع المدني وبدأوا بتخليص قدم احمد من بين المصعد والحائط ... كانت تنزف دما .. الاسعاف لم تصل ..  بعض السكان حملوا الطفل الى مستشفى الكرامة في سيارتهم وهناك قام الاطباء باجراء عملية جراحية على اثرها فقد الطفل  احد ساقيه .. الأب في افادته للشرطة قال : " كان حادثا رهيبا .. لن انساه ابداً ... ساعة كاملة قضاها ابني بين الحياة والموت .. ساعة كاملة ونحن عاجزون عن انقاذه .. كان يصرخ ونحن لا نعرف ماذا نعمل له ! الحمد لله لولا رجال الدفاع المدني لضاع مني ابني .. انها ليست الحادثة الاولى في هذا المصعد ... من قبل سقطت ارضية المصعد وكان بداخله رجل مسن ولولا انه تشبث جيداً للقي مصرعه في الحال، والحمد لله انه لم يكن هناك اطفال في وقت الحادث .. حوادث الاهمال كثيرة في حياتنا ... يوميا يسقط العشرات ضحايا من هذه الحوادث .. متى يتوقف نزيف دم هذه الحوادث المفجعة ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

القضاء ينقذ البرلمان من "الحرج": تمديد مجلس المفوضين يجنّب العراق الدخول بأزمة سياسية

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram