TOP

جريدة المدى > سينما > فيلم "split" لـنايت شايامالان.. قوة الدماغ البشري ومدى خطورته على النفس

فيلم "split" لـنايت شايامالان.. قوة الدماغ البشري ومدى خطورته على النفس

نشر في: 16 مارس, 2017: 12:01 ص

أخفى المؤلف "محمد. نايت شايامالان" ( M. Night Shyamalan) الشخصية الأخيرة من شخصيات متعددة ومختلفة تسكن العقل الباطن لشاب يدعى "كيفين" الذي استطاع أن يخطف الفتيات الثلاث،  لتحفيز شخصيته الرابعة والعشرين من الظهور ضمن انقسامات العقل الباطن، 

أخفى المؤلف "محمد. نايت شايامالان" ( M. Night Shyamalan) الشخصية الأخيرة من شخصيات متعددة ومختلفة تسكن العقل الباطن لشاب يدعى "كيفين" الذي استطاع أن يخطف الفتيات الثلاث،  لتحفيز شخصيته الرابعة والعشرين من الظهور ضمن انقسامات العقل الباطن،  فالأمر الدرامي الأكثـر من تعدد الشخصيات، هو فتح احتماليات الدماغ القادر على التلاعب بمستوى الذكاء في كل شخصية أظهرها الممثل "جيمس مكافوي"  الذي لعب شخصية كيفين بمهارة تمثيلية قوية الأداء وعالية الروحية

وبتعابير ارتسمت على الوجه والجسد بقوة وصولاً، الى الصوت وأهميته في اظهار براعة التمثيل لشخصية تعاني من انفصام الشخصية معقدة بشكل كلي.  لأنه حاد الذكاء ومن القادرين على تغيير بنية جسده بنفسه خصوصاً، عندما تتنازع الهويات على رسم ملامحها الخارجية،  بينما كلاهما من الخارج ينظر لما بالداخل أي المريض  كيفين والدكتورة المعالجة باتريشيا،  لتؤثر الشخصيات بصريا على من حولها،  أي على احاسيسهم، بينما يختبىء الوحش في الماضي منتظراً لحظة الخروج في الحاضر،  لنشعر في نهاية الفيلم، أنه سيرافق المستقبل أيضاً، وهذا منطق تسلسل البشرية ولغزها المُحيّر الذي يستمر بأشكال واساليب مختلفة.
مرضى الشخصية الانفصامية الذين يتفرقون في الاختلافات ويدمنون اخفاء كوامن النفس.  إذ تبدو الفروق في الهويات اللا شعورية متعلقة بالعقل البشري وركائزه القوية والضعيفة، ويمكن لهذه الركائز التي تتغذى من مقومات النفس، أن تكون درامية حيث يتعلم الدماغ الدفاع عن نفسه. لأن الهويات تمتلك معدل ذكاء مختلفاً،  فهناك قدرات على التركيز المفرط، وهو أعلى شكل للتطور البشري.  خصوصاً وأن المحطّمين هم أكثر تطوراً،  ولكن لا بد من حدود لما يمكن أن يصير عليه كبشر، فهل فعلاً نحن ما نؤمن إننا عليه؟ أم أن الإنسان يتخطى حدود العقل عندما يصاب بنسبة ذكاء عالية تجعله يعيش الاختلافات الداخلية والانقسامات النفسية الناتجة عن التربية الأولى،  وما يتم النقش فيها من سلوكيات وافعال تختبىء في العقل الباطن وتخرج كالوحش في اللحظة الحاسمة،  وهل يحاول الكاتب والمخرج تصوير الدماغ البشري ككتلة تتصارع فيها العوالم الأخرى غير المرئية التي تنهش في العقول والأفكار من دون أن نشعر بخطورتها كما حدث مع الدكتورة النفسية التي حاولت الوصول لشخصية كيفين الأخيرة.  إلا أنّها ظهرت وقتلتها؟
فيلم نفسي لقصة محبوكة مع فكرة غامضة عمل على توضيحها المؤلف والمخرج شاياملان،  كنظرية يستخرجها من أعماق النفس، ولا يمكن وصفه بالفيلم المرعب، ولا ينتمي لأفلام هتشكوك بالأسلوب والتعاطي نوعاً ما . إنما بالعناصر التي استكملها المؤلف والمخرج المرتبطة بشخصيات كيفن المريضة مستنيشا اغوار النفس.  ليقول لنا عبر خلاصة الوحش ورمزيته في الفيلم، إن دماغ الانسان كالوحش الغافي في النفس المريضة، والعقل الحاد الذكاء عندما يصحو يشكل قوةً لا يمكن مجابهتها إلا بالصفاء واعادتها الى الوضعية الاولى،  وهذا ما فعلته الفتاة المختطفة، والتي أيضاً تعاني من ذكريات طفولة سيئة مع عمها.  إلا أنها استطاعت التعامل مع مشكلتها بأسلوب آخر،  فهل يمتلك كلٌ منا في دماغه الوحش الذي يستطيع المجابهة بالشكل الصحيح؟.
بين التصوير والموسيقى التصويرية، ترابطت الأنفاس التي حاول الممثل "ماكافوي"  أو" كيفين" والبعض الآخر من الممثلين، اللعب على الحسِّ السمعي.  مما منح الفيلم، هوية التأثير السمعي القوي الأداء عبر تلاحم المفردة الموسيقية مع الأداء التمثيلي،  بتميّز ملفت، رغم بعض الثغرات في التصوير الذي انفصل عن التقنية العالية الجودة في حصر الزوايا.  لتوائم المشهد النفسي وابعاده ضمن المكونات التقنية التي استخدمها المخرج عبر المونتاج.  لنشعر أن المكان هو علبة ما مركّبة من وساوس ودهاليز لعقل يحاول التلاعب على الدكتورة باتريشيا التي أدركت مخاطر الشخصية الأخيرة.، لكن بعد فوات الآوان.  إلا أن الموسيقى التصويرية، لعبت دورها في التأثير النفسي على المشاهد المشدود الأعصاب،  المنتظر خروج الشخصية التي تبحث عنها الدكتورة باتريشيا،  والتي تشكّل قوة الدماغ البشري ومدى خطورته على النفس،  وهذه دراما نفسية بحتة، رافقتها الإثارة الغامضة ذات اللباقة الهتشكوكية،  ولكن  بتدرج نفسي خفيف الرعب، لم يصل الى نوعية افلام هتشكوك بقوتها وإثارتها للسمع والبصر عبر التصوير،  فالموسيقى والتمثيل انسجما مع القصة، لكن الأسلوب التصويري انفصل عن ذلك. إلا أن جودة القصة والفكرة التي تثير الحواس في استخراج  المكنون النفسي لعبت دورها في نجاح الفيلم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"ذو الفقار" يستهدف وزارة الدفاع الإسرائيلية

مالية البرلمان تحدد أهداف تعديل قانون الموازنة

نائب عن قانون تعديل الموازنة: من المستبعد إقراره خلال جلسة الغد

مفاجأة مدوية.. نائب يكشف عن شبكات تتجسس على المرجع السيستاني

برلماني يصف الوضع السوري بـ"المعقد": العراق يسعى لحماية مصالحه

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram