TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جولة المصير المزدوج

جولة المصير المزدوج

نشر في: 17 مارس, 2017: 09:01 م

يشهد الشارع الكروي العراقي حالة من الترقّب والقلق وهو يقترب من بدء رحلة البحث عن آخر آمال العودة للمنافسة على إحدى بطاقات التأهل لمونديال روسيا 2018 عندما يواجه منتخبنا الوطني نظيره الأسترالي في ملعب باص بباكورة مباريات المرحلة الثانية لتصفيات القارة الآسيوية المؤهلة لكأس العالم القادمة.
المهمة تبدو غاية في الصعوبة وخاصة أن فترة الأشهر الثلاثة تقريباً التي توقفت فيها مباريات التصفيات عقب انتهاء المرحلة الأولى لم تأتِ بجديد سواء بارتفاع وتيرة الاستعداد والتجهيز أم  بظهور بوادر تغيير في سياسة التخطيط العقيمة لاتحاد الكرة في كيفية الخروج من الأزمات وتشخيص أسباب الإخفاق المدوّي وتراجع الأداء ووضع الحلول الناجعة في إنقاذ ما يمكن أنقاذه دون رمي المسؤولية في أحضان الملاك التدريبي واللاعبين !
إلا أن ما يميّز المشهد الحالي هو عملية النقد الإعلامي الصامت والودود عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في حالة غير مألوفة سابقاً على الرغم من توفّر القناعة التامة في أن أخطاء الملاكين الفني والإداري هي من وضعت أسود الرافدين في عنق الزجاجة إن لم نقل على أعتاب الخروج من أجواء المنافسة ، وهو خيار تكتيكي يُحسب لراضي شنيشل عندما أشهر الكارت الأحمر في وجه رجال الإعلام والتوجّه بهم الى المحاكم بالاستفادة من حقّه القانوني لكل مَن يعتقد أنه تعمّد الإساءة اليه ، وبالتالي فأنه استثمر الوقت في فرض الهدنة وإسكات الأصوات الناقدة والتقليل من التوتر عسى أن يخرج بنفسه واللاعبين من دوامة الضغط النفسي ويزج بهم في لقاءي استراليا والسعودية بروحية جديدة وطموح أكبر.
من المهم التذكير بأن سمعة الكرة العراقية ستبقى فوق رغبات المكابرة والعناد الشخصي ، وإن ملف رحلة المنتخب في التصفيات ما زال محفوظاً في أذهان الجميع بكل محطّات الفشل التي رافقتها  بدءاً من الاستعداد الهزيل وفوضى اختيار اللاعبين وغياب دور الاتحاد في توفير المعسكرات والمباريات ومروراً في القيادة الفنية والأداء العام في الميدان. الأمر الذي يجعل من ذلك الملف مفتوحاً بكل آلامه وأخطائه في حالة استمرار الإخفاق . وهو ما يفرض على الملاك التدريبي الحذر والاستفادة منه في الركون الى الحكمة والذكاء بالتعامل والاستماع الى آراء الخبراء ومساعديه في انتهاج الأسلوب المناسب لكسب أكبر ما يمكن من النقاط وتسليح لاعبيه بالعزيمة والإصرار من دون النظر الى ما هية  وقوة المنافس.
إن مباراة استراليا ستشكّل جولة المصير المزدوج لشنيشل والمنتخب بين الانتصار والاستمرار نحو اقتناص كل فرص العبور الى روسيا وبين انتهاء عقد الشراكة بينهم نزولاً لرغبة الجماهير واحتراماً لها وبلا شروط جزائية أو التحجّج ببناء  منتخب للمستقبل لم نشهد له أي أسس حقيقية للبناء بعد أن غابت عنه الرؤية الفكرية التي تلائمه وزُجَّ في أتون صراع البقاء حتى بدا المنتخب كهلاً لا يقوى على الصمود برغم الادعاء بأنه في عزّ شبابه!
باختصار .. الجماهير الكروية ستنظر الى لقاء العمر والفرصة الأخيرة بعين الحرص والتفاؤل ، وسيبقى الإعلام والصحافة الرياضية صامتين طوع المصلحة الوطنية حينما يكون صمتهما دافعاً وداعماً لنجاح المنتخب ولمدربه الوطني.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram