عرض عليّ أحد اصدقاء الصفحة، أن أكتب مقالاً حول دعوة النائبة جميلة العبيدي، لإقرار قانون يقضي بإلزام الرجل الزواج من أكثر من امرأة لحل مشكلة الأرامل والمطلقات والعوانس، والذي وجد له صدى في الشارع العراقي، أكثر من تطورات القتال في الموصل، وكل القضايا الأخرى المحلية منها والعربية والدولية.. ولأن الصديق ينتمي الى فئة الذكور فقد طلب مني أن أكتب بحيادية تامّة كوني انتمي الى فئة الإناث...
لكي تصل رسالة الكاتب الى القرّاء، لابد أن ينظر بعين واحدة الى من يود الكتابة عنهم فلا تميل كفته الى جهة ما، بل يطرح القضية التي يجد ضرورة في وصولها الى القارئ ويقترح لها حلولاً أو يضعها بين أيديهم ليحكموا بأنفسهم، وهذا ماسأفعله، فإن كانت النائبة العبيدي، تجد نفسها محقّة في دفاعها عن شريحة النساء المتضررات من الترمّل والطلاق والعنوسة، باقتراح تزويجهن ودفع مبالغ مالية للرجال، لتسهيل ارتباطهم بهن، وتجد في ذلك وسيلة ناجعة لتخليصهن من الانحدار أخلاقياً، ومنح الأرامل والمطلقات الشابات منهن، فرصة بناء أسرة، فالرجل يجد نفسه محقّاً أيضاً، في تحصيل حقّه في الزواج، إن كان شاباً عاجزاً عن ذلك ماديّاً ويجد أغلب المتزوجين من الرجال، ارتباطهم بأمرأة أخرى أو عدّة نساء، حقاً طبيعياً يضمنه الشرع وقانون الأحوال الشخصية أيضاً، أما النساء المتزوجات، فمن حقهن الدفاع عن حياتهن الأسرية والاحتفاظ بأزواجهن بعيداً عن منافسة أخريات لهن عاطفياً ومادياً.. ولكن، وبحيادية تامة اتساءل أما كان الأحرى بالنائبة العبيدي، أن تغوص في أعماق المشكلة لحلها جذرياً بدلاً من البحث عن حل قد يفاقم مشاكل المجتمع، فالزواج الثاني يعني مسؤولية مضاعفة وسبل إنفاق جديدة ومشاكل عائلية لاتنتهي، وقد يستغل البعض المنحة المادية الممنوحة لهم استغلالاً فاسداً بتسلمها، ثم الانفصال بالاتفاق مع الزوجات أو خداعهن !! ألا تجد العبيدي الحل، في انقاذ المرأة من الحاجة الى الرجل كمعيل بتمكينها من الإنفاق على نفسها وأولادها ويتحقق ذلك ببساطة حين توفر الدولة فرص عمل للنساء والشباب، ولأن الدولة عاجزة عن إنقاذهم من البطالة والتقشف، مازال مستمراً فلايمكن أن يكون الحل بتكوين أسر جديدة
، ومايرافق ذلك من متاعب..
ذات مرة ، قدّم أحد الأقارب، هدية لابن شقيقته، فقال له الشاب شاكراً:"يوم عرسك خالو".. ومن المعروف إن هذه العبارة، تدغدغ آذان أغلب الرجال المتزوجين، لكن الرجل اعترض على كلام الشاب، لأنه قالها أمام زوجته ولم يراع مشاعرها الانثوية، فمجرد التفكير بامرأة أخرى يجرح كرامة الزوجة!! ربما هي حالة نادرة بين الرجال، لكنها تلخص ماتشعر به المرأة التي تجد نفسها مجبرة على مشاركة امرأة اخرى بزوجها، وهذا شيء تلتقي فيه كل النساء... كيف يمكن إذن أن تصبح إهانة كرامة الزوجات قانوناً يشرّعه مجلس النواب، فيأخذ حيزاً كان يمكن أن يشغله الاهتمام بقضايا أكثر فائدة للوطن.. لعلني ابتعدت عن الحيادية وبدا رفضي للقانون واضحاً مابين السطور، لكن من شروط الكتابة، أن يكون الكاتب منطقياً ليقنع قرّاءه والمنطق العراقي، يقول بأن مشاكل البلد أساسها الحروب والسياسات الخاطئة والفساد، وقد أبدت إحدى النساء استعدادها لتقبل زوجة ثانية، مقابل أن يُمنح زوجها وظيفة ومسكناً، ففي الوقت الذي يصعب فيه الحصول على تعيين وقطعة أرض تضمن حياة الأسرة الأولى، لايكون الحل قطعاً، في الزواج بامرأة أخرى وتكوين أسرة جديدة، حتى لو كانت الدعوة لذلك محاولة دعائية استعداداً للانتخابات..
مطلوب.. زوج
[post-views]
نشر في: 17 مارس, 2017: 09:01 م