منذ اسبوعين وأمة الصحافة الآسيوية لا حديث لها غير الاستقالات الجماعية لممثلي 9 دول في المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية أثر اجتماع عاصف شهدته العاصمة الماليزية كوالالمبور نتج عنه موقف شجاع ومهني لأعضاء مؤثرين في مواقعهم ومبدئيتهم رفضوا من خلاله مخالفات مالية وإدارية أدّت بهم الى عدم اعتماد التقرير المالي ومن ثم تعزيز ذلك باستقالة شبه جماعية أفرغت المكتب التنفيذي من شرعيته وهزّت الثقة برئيسه الزميل البحريني محمد قاسم حتى أغلق الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية باب الاتحاد الآسيوي أمس الأول بالشمع الأحمر مقرراً تجميد الاتحاد والدعوة لانتخابات مبكرة.
واهم جداً من يعتقد أنه بامكان الصحفيين الرياضيين العرب أن ينحنوا للعاصفة المدمّرة هذه لأنهم جزء فاعل في جسد قاري يهمّنا نجاح قاسم في إحيائه مثلما يُحزننا تركه عليلاً بسبب التقصير في التعتيم عن موارد ديمومة انشطته وتناقض المدخولات مع المصروفات أو هدر جزء كبير منها في أبواب مُخالفة لما ينص عليه النظام الداخلي أو صلاحية الرئيس نفسه وغيرها ممن أشار له المطّلعون على مجريات الأمور في بيت الاتحاد ، الصحفيون الرياضيون العرب هم السند الحقيقي في منح زميلهم كرسي الرئاسة على اساس إحداث تغييرات جوهرية في العمل السائد طوال السنين التي سبقت تولي قاسم مهمته ، ولهذا لابد من إجلاء الحقائق باسرع وقت وعدم الاكتفاء ببيانات انشائية ترد الاعتبار الشخصي وتمدّ التغطية على دوافع الاستقالات المتوالية في تنفيذي الاتحاد إلى وقت غير معلوم.
هناك مسؤولية كبرى يضطلع بها الزميل العُماني سالم الحبسي رئيس الاتحاد الخليجي المكلّف برئاسة لجنة التحقيق في مهمة واضحة العنوان والهدف ( مخالفات الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية ) للكشف عن المستندات المالية ومدى مطابقتها مع حركة الأموال في الفعاليات التي أقامها الاتحاد والوعود التي قطعها لرعاية صحفيين شباب في الاتحادات الوطنية المنضوية تحت علم الاتحاد بما فيها المُنح المقدمة من بلاده ومن رعاية شركات داعمة لأجندته ، وغيرها من معلومات وارقام لم يُطلعنا بها المستقيلون ولا من تبقّى في مركب الرئيس ، والحبسي مُطالب بشفافية كبيرة الكشف عنها ووضع الجمعية العمومية للاتحاد بالصورة النهائية حال الانتهاء من التحقيق.
المسلّم به ، ربما تحدث تقاطعات وضغوطات وتنشأ محاور مناوئة لرئيس الاتحاد بعد ثلاث أو اربع سنوات من توليه المسؤولية وهذا أمر طبيعي تعانيه اغلب الاتحادات بسبب الاحتكاك الدائم واختبار النفوس وبروز داء "الأنا" لدى البعض لسحب البساط من الرئيس ، لكن ان ينتفض 9 أعضاء من أصل 17 ولم تمر سنة على عملهم الجمعي مثلما يفترض وينبري آخر المستقيلين الزميل الكازاخستاني الياس عمروف للقول (أن الاتحاد يفقد وحدته) فهذا الاستياء العارم الذي عبّرت عنه الاستقالات لا ينسجم مع وصف محمد قاسم بأن ما تحقق لمسيرة الاتحاد يدعوه للفخر!! علماً أن اسماء الزملاء المستقيلين ينتمون الى دول لها باع طويل في تاريخ الصحافة الرياضية ومنها من حمل رايتها في موقع الرئيس ذاته، وهم نواب الرئيس الثلاثة القطري محمد حجي والإيراني ميسم امان ابادي والماليزي احمد هواري ، والأمين العام الباكستاني أمجد مالك عزيز والأمين المالي النيبالي نيرانجان راجناشي والاعضاء الكوري الجنوبي هي يونغ والياباني سين كونغ والكويتي سطام السهلي والكازاخستاني الياس عمروف.
نأمل أن يكون للاتحاد العراقي للصحافة الرياضية موقف واضح تجاه أزمة الآسيوي كونه عضو جمعية عمومية فاعلاً وليس رقماً تكميلياً أسوة بعديد الدول الاعضاء، فصمت اتحادنا أزاء ما يجري من دون بيان شفاف للهيئة العامة يؤشر عن موقف كالذي يجري الحديث عنه بوجود دعم مطلق للرئيس قاسم ضد ما يسمى بحملة تسقيطه ، ونحن لدينا ثقة كبيرة بمسؤولي اتحادنا في عدم التورّط بدعم طرف على حساب آخر وهذا ما نترقبه من خلال بيان واقعي وليس عاطفيا، فكلنا نتمنى لقاسم وزملائه عبور المحنة الصعبة ، لكن مع بيانه ( التشكيلي ) بانفاقه 28 الف دولار من حسابه الشخصي ثم تشكيك تنفيذيين في تبويب الانفاق وتبعه انهيار جدار الثقة بنقص النصاب وتدخّل دولي سليم بتجميده ضمن الصلاحية ولا علاقة له بالاستقلالية ، فالحكاية هنا لا تحتمل التأليف يارئيس ، أما أن تدافع عن أمانة صحافة القارة أو خُذ فلوسك وأمشي.
صحافة بلا عواطف
[post-views]
نشر في: 18 مارس, 2017: 04:12 م