أقامت أمانة الشؤون الثقافية في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، جلسة للحديث عن”جماعة كركوك”مساء يوم الأربعاء الفائت، على قاعة الجواهري.وقد يكون الحديث عن هذه الجماعة معروفاً، ومكرراً، فلم تخلو جلسة أدبية وفكرية وثقافية، من الحديث
أقامت أمانة الشؤون الثقافية في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، جلسة للحديث عن”جماعة كركوك”مساء يوم الأربعاء الفائت، على قاعة الجواهري.
وقد يكون الحديث عن هذه الجماعة معروفاً، ومكرراً، فلم تخلو جلسة أدبية وفكرية وثقافية، من الحديث عنهم والإشارة اليهم، كما أن الكتب الأدبية والثقافية الستينية، سلطت الضوء على هذا الكيان الثقافي المهم.
التساؤل، ماذا أراد الاتحاد اليوم من وراء إقامة جلسة كهذه؟... وهل هنالك جديد عن جماعة كركوك سيُطرح خلال هذه الجلسة، التي سيقدم خلالها كبار النقاد والأدباء العراقيين أوراقهم النقدية، من بينهم الناقد فاضل ثامر، والناقد مالك المطلبي، والكاتب والناقد علي حسن الفواز، ورئيس الاتحاد الباحث ناجح المعموري، والصحافي والكاتب زهير الجزائري، أضف إلى هذا مقدم الجلسة الناقد بشير الحاجم...
مدير الجلسة الناقد بشير الحاجم، يشير إلى أن”وظيفة المحاضرين اليوم، هي ما الجديد الذي جاءت به جماعة كركوك؟ وهل سيكشفوا لنا سراً جديداً عن هذه الجماعة...".
المحاضر الأول الناقد فاضل ثامر، والذي اعتلى المنصّة لعدم حضور الناقد مالك المطلبي، لأسباب مجهولة، يذكر ثامر”أننا نحتاج دائماً، لإعادة قراءة الظواهر الثقافية، وقد يقودنا الحديث عن جماعة كركوك للحديث عن التجارب الثقافية في الستينيات من القرن الماضي، مقترنة بالفترة الحداثوية والتي تعدّ الأكثر حظّاً من التجارب الأخرى".
جاءت الكثير من المؤلفات لجماعة كركوك، جميعها تشير لجيل الستينيين الثقافي من بينها”مؤلفات فاضل العزاوي وكتابه عن جيل الستينات، وفوزي كريم، وكتابه تهافت الستينيين، وسامي مهدي وكتابه الموجة الصاخبة، وشعراء البيان الشعري، وكتب كثيرة”تحدث عنها الناقد فاضل ثامر، مشيراً إلى الستينيين من خلال جماعة كركوك، مؤكداً”أن خلال فترة الستينيات شهدت هذه الجماعة تطورين شعري وسردي".
أما ما ألفت إليه الناقد علي حسن الفواز، هو أن هذه الجماعة لم ينتج عنها ناقد واحد، ذاكراً”أن هذه الجماعة تشكّلت دون تخطيط مسبق، ودون بيان ودون تأطير، لأن هذه المدينة تكاد تكون مدينة أمية، يمكن لمدينة الثقافة سمحت لهذه الحاضنة مسحة مدنية، وهنالك جماعتان لكركوك، الأولى شكّلها قحطان الهرمزي، وكانت تسمّى جماعة بيت الشقاء، الجماعة الأولى مهتمة بالأدب، كونها همّاً مدنياً واجتماعياً، وبحكم خصوصية المدينة".
وهنا أوجد الفواز السؤال”لماذا لم تنتج تجربة كركوك تقديم ناقد واحد، لم يشتغل في هذا المجال كلهم قصّاصون وروائيون وشعراء وفنانون، وأغلبهم رحلوا مبكراً، الحديث عن هذه الجماعة، هو حديث تأريخي اكثر من الحديث عن جماعة ذات قيمة فنية مميزة، فهم مجموعة قصّاصين وشعراء تناغموا مع تحولات الجيل الستيني".
ويذكر الفواز”أن هذه الجماعة خلقت من بيئة العبث السياسي والانحدار السياسي، وقد تحدث أدبهم عن خراب الإنسان وخراب الجيل المهزوم سياسياً، وكانت اللغة في منهاجهم هي البطلة، فجماعة كركوك غير متواجدة بالجانب النقدي، فهم جماعة شكّلتها ظروف معينة، الآن تحدثنا عنهم بوصفهم جزءاً نقدياً".
وبهذا يمكن الإشارة الى أن المدينة كفيلة بخلق خطاب ثقافي معيّن، وهذه المدينة لايمكن أن تكون كفيلة بخلق المتعدد، حين نتحدث عن جماعة كركوك، نشير الى أن كيف المدن تصنع القيم والتفاصيل وغيرها؟.
المختلف والمتفق في جماعة كركوك، كان محور حديث الكاتب والصحافي زهير الجزائري ذاكراً”ليست جماعة كركوك اثرت بالجيل الستيني، بل أضف اليها جماعتي النجف والناصرية، وكل جماعة من هذه الجماعات، لها ميزة فكرية ولكن ما جمعهم هو الخيبات السياسية".