٢-٢
هذه تتمة موجزة لموضوع الإسبوع الماضي، تحت العنوان ذاته.
…………
((مصر ))… نهاية الملك فاروق منفياً على يد الانقلابيين، رواية استهلكت فصولها بحثاً، ومن ثم نهاية - تنحية - (محمد نجيب) على أيدي صحبه الضباط الأحرار، هي الأخرى غدت رواية قديمة لا تستثير قارئاً يبحث عن جديد.. ليخلفه جمال عبد الناصر الذي نسجت حول مماته، شتى الروايات منها، دس السمّ بفنجان قهوة أعدّه أنور السادات بنفسه، أو تدليك الساقين بمادة سامة بحجة علاجه من تفاقم نتائج مرض الدوالي. اعقبه نائبه أنور السادات، ومصرعه بحادث المنصة ، أقرب إلى الذاكرة، ليخلفه نائبه حسني مبارك، ونهايته المأساوية المشهودة - بلا حول ولا قوة - مسجى فوق سرير متواضع في أحد المستشفيات.
((ليبيا))… نهاية الحكم الملكي على يد القذافي وزمرته، ونهاية القذافي - مصروعاً- على ايدي مناوئيه وخصومه في الداخل والخارج، ومن ثم تأرجح كراسي الحكم صعوداً، هبوطاً، يساراً يميناً.
(( اليمن)) نهاية الحكم على أيدي الانقلابيين، ونهايات الانقلابيين على أيدي انقلابيين جدد
((السودان)) القضاء على حكم النميري. أفرز صراعاً محتدماً بين الفرقاء قبل وأثناء وبعد تربع من يمسك بزمام السلطة.
((سوريا)) النهايات المأساوية التي حاقت بمن تولى صولجان الحكم منذ عهد شكري القوتلي-الذي تنازل عن الرئاسة لصالح جمال عبد الناصر- إثر إعلان الوحدة - شاخصة لعيان المراقب ،، فحسني الزعيم اعتلى كرسي الحكم بانقلاب عسكري، وأطيح به إثر انقلاب عسكري. قاده سامي الحناوي، الذي اعتقل إبان حكم الشيشكلي، حيث تم إعدامه رمياً بالرصاص، وأمين الحافظ، الذي أطيح به بانقلاب قاده صلاح جديد، لينتهي به الأمر منفياً في العراق، ولتبيان ما مرّ على سوريا، من حكومات منذ جلاء القوات الفرنسية - عام ١٩٣٩ يكفي ذكر الرقم ((٥٥)) حكومة !
((السعودية))، الصراع المعلن والمستور بين أقطاب الأسرة المالكة وأبنائهم وحواشيهم، لا يحجبه غربال، تجلّى بمصرع الملك فيصل على يد فرد من الأسرة المالكة، اعقبه تقدم السن وأمراض الشيخوخة بمن تقلد زمام الحكم بعدئذ، ليحتدم سؤال كبير: من يتولى زمام الحكم الحقيقي في المملكة ؟؟
.. السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، هل اكتمل المشروع المرسوم بدقة وإتقان ؟؟ بانتهاك البلدان الغنية بالموارد والموقع الستراتيجي؟ وهل حقق أهدافه على أيدي الأغيار وأبناء البلد، وكالة وأصالة؟؟
رهانات، تتداخل فيها الحسابات الدولية، بالحسابات الإقليمية، بالصراعات الداخلية، ليتبلور مستقبل قاتم المعالم، للإبقاء على دول المنطقة في حالة حرجة، حالة اللا سلم، واللا حرب.. ولكن حتّى متى؟؟ وهل من حل ناجز؟ ذلكم هو جوهر السؤال.
وكان يا ما كان …..