مجموعة من الشباب سائقي سيارات الأجرة في بغداد ، نظموا حملة بعد اطلاق دعوة عبر شبكة التواصل الاجتماعي لصيانة الطريق السريع في العاصمة . في كل يوم جمعة يجمع الشباب بسياراتهم الاسفلت من أماكن متفرقة ، ينقلونه الى الأماكن المتضررة لإصلاحها ، لاسيما انها كانت وراء حصول حوادث مرورية على الطريق الرابط بين حي العامل الى مدينة الكاظمية . الحملة تركت ارتياحا بين الأوساط الشعبية ، لأنها تعكس جانبا من التحدي لمواجهة الإخفاق الحكومي ، وتبعث برسالة الى المسؤولين عبّر عنها المتطوعون ، بانها محاولة لاستنهاض الضمائر لعلها تحرك الشعور الوطني لدى بعض من تصدّر المشهد ، فيبادر مستخدما نفوذه لتوفير "الزفت والاسفلت " لصيانة طريق سلكها السياسيون أصحاب النضال الجهادي ضد النظام الدكتاتوري للوصول الى منطقة الكاظمية لأداء مراسم الزيارة ، والدعاء لنصرة المظلومين.
بفضل الاحتلال البريطاني للعراق استخدمت السكك الحديد كوسيلة للنقل ، وكان الهدف منها نقل النفط الخام، المستخرج من الشركات الاجنبية، ولم يكن الغرض خدمة مصالح الشعب العراقي، (وقاطرة ترمي الفضا بدخانها- وتملأ صدر الأرض في سيرها رُعبا) للشاعر الراحل معروف عبد الغني الرصافي، عبرت عن الاعجاب الشعبي بدخول وسيلة نقل جديدة الى البلاد في زمن شيوع استخدام البعران والخيل والحمير بالتنقل بين مدينة واخرى بسقف زمني يمتد عدة ايام وسط احتمال تعرض قوافل المسافرين لمخاطر الطريق، وصولات "السلابة" المسلحين الخارجين عن القانون ، قبل ان تعرف البلاد الميليشيات والتنظيمات الإرهابية.
اعجاب العراقيين بالقطار دفعهم الى اطلاق اسماء عديدة عليه ، ومنها الريل المحرف عن المفردة الانكليزية ، والشمندفر والسريع في اشارة الى القطار السريع ، وقد وردت في أغنية ريفية " ذبني السريع بليل ". اما "الكولي" ومنهم من اطلق هذه المفردة على احد ابنائه، فتعني الشخص المكلف بوضع الفحم في مرجل الماكنة التي تعمل بقوة البخار ، مهنة الكولي صعبة وتتطلب مواصفات خاصة لابد ان تتوفر بالشخص المكلف بأداء المهمة، ومنها القوة العضلية والنشاط والحيوية .
الأمثال الشعبية سخرت من بطء القطار ، بالقول "طبت الجطلة " في اشارة الى وصول قاطرة استغرق زمن ذهابها الى البصرة والعودة منها اكثر من أسبوع،سخرية العراقيين من "الجطلة " يمكن استخدامها في التعبير عن الاستياء والتذمر الشعبي من انعدام توفير الخدمات بسبب نقص الموارد المالية الشماعة الجاهزة لتعليق أسباب الفشل في كل شيء .المرحومة " الجطلة" ومنذ زمن بعيد أصبحت خارج الخدمة ، لكنها وبقدر ما خلفت من انطباع سلبي في اذهان من شاهدها ، اعادت حضورها في المشهد العراقي عندما تعلن الحكومة انها بصدد اعتماد خطة تنمية شاملة، توفر فرص العيش الرغيد في ظل القيادة الحكيمة ، وستكون بغداد افضل من دبي بالعمران وانشاء ابراج السكن على ضفاف نهر دجلة باستثناء الضفة المقابلة للمنطقة الخضراء لضرورات تتعلق بالحفاظ على الأمن القومي.
شباب حملة صيانة الطريق السريع من سائقي سيارات الأجرة ارتضوا عمل " الكولي " ليضمنوا وصول سيارات "الدفع الجهادي" بسلام وأمان الى المراقد الدينية ، نسألكم الدعاء مولانا ودمتم
للجهاد .
سيارات الدفع الجهادي
[post-views]
نشر في: 24 مارس, 2017: 09:01 م