تلقت شرطة الراشدية أخباراً بوجود جثة في المستشفى ادّعى أشقاؤه حين نقلوه اليها أنه سقط من السطح على الارض وفارق الحياة ... لكن عند فحص الجثة من قبل طبيب الخفر أكد ان سبب الوفاة ليس سقوطه من فوق السطح وانما هناك سبب آخر. فقد لاحظ الطبيب وج
تلقت شرطة الراشدية أخباراً بوجود جثة في المستشفى ادّعى أشقاؤه حين نقلوه اليها أنه سقط من السطح على الارض وفارق الحياة ... لكن عند فحص الجثة من قبل طبيب الخفر أكد ان سبب الوفاة ليس سقوطه من فوق السطح وانما هناك سبب آخر. فقد لاحظ الطبيب وجود فتحة في الجزء الأيمن من الجمجمة ، مما أثار عنده العديد من التساؤلات وأمر بتشريح الجثة ونقلها الى الطب العدلي .. توجه ضابط التحقيق الى أسرته التي كانت في حزن شديد وكانت المفاجأة التي سمعوها من الاهالي الجالسين في (جادر) الفاتحة بان (ع) اطلق الرصاص على نفسه في البستان الذي يملكه والده .. اشقاؤه كانوا في ذهول تام .. الأب ظل يردد عبارة ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) .. اخبر الاب ضابط التحقيق بأنه لا يعلم شيئا عن المسدس الذي أتى به ابنه وأكد انهم سمعوا صوت اطلاق رصاصة فقد كان احد اقارب المجنى عليه موجوداً في المزرعة . وبعد سماع صوت الرصاصة اسرع الى مصدر الاطلاق ليشاهد ما لم يشاهده من قبل .. الصغير (ع) غارقاً في دمائه بينما يمسك المسدس بيده اليمنى . وفي نفس الوقت اسرعت أمه وشقيقته الكبرى الى محل الحادث فتوقفتا امام جثته وتسقط الأم مغشيا عليها . تقرير الطب العدلي الذي وصل الى المركز .
أكد ان الطلقة كانت قريبة جدا من الجمجمة مما يؤكد ان الواقعة لم تكن جريمة قتل . وانما هي انتحار فربما التلميذ عثر على المسدس في مكان ما .
وأخذ يلعب فيه مما تسبب في خروج العيار الناري من المسدس ليستقر في رأسه ويتسبب في الوفاة في الحال . ولا احد يعلم هل هي مجرد لعبة – كما ظنها التلميذ – أم كان يقصد التخلص من حياته.
في أقواله امام قاضي التحقيق قال الاب المفجوع لديَّ من الابناء ستة .. (ع) كان أصغرهم وانا فلاح واملك هذه الارض ... لم أهتم بتعليم ابنائي الا (ع) فكان آخر العنقود والمدلل بينهم ... سعيت كثيرا من اجل تعليمه وعلى الرغم من انه رسب في الخامس سنتين ولكني شجعته كثيرا على اكمال تعليمه ... في ذلك اليوم المشؤوم ... ذهبت الى المزرعة لتوصيل الطعام الى ابنائي حيث يعملون هناك وطلبت من (ع) ان يجلس بالبيت ليقرأ دروسه ... بعد ان طلب مني ان يذهب معي الى المزرعة ... لكني رفضت ان يتوجه معي بسبب قرب الامتحانات النهائية ... حتى فوجئت باحد الجيران يأتي الي ويخبرني بأنه مصاب ونقلوه الى المستشفى ... اسرعت الى هناك لأجده ميتاً ! انهى الاب حديثه ... لا اعترض على حكمة الله ... ولكني لم اتصور ان يموت ابني بتلك الصورة البشعة ... فقد كان طيب القلب حنوناً على والدته وأشقائه ... والوحيد الذي اكمل دراسته ... وكنت أراه في نظري شيئا كبيرا في المستقبل ... لكنه القدر ! كان ذكيا جدا ... ولا نعلم من اين جاء بهذا المسدس فهناك الكثير من المزارع حولنا ومن المؤكد انه عثر عليه وسط المزارع ! انتهى كلام الأب امام القاضي .. وحفظت اوراق القضية بعد اشهر ولكن لم تنتهِ المأساة التي سادت اركان منزل الأسرة وبقية الجيران المحبين للمجنى
عليه .