كعادته، الموت يلقف من حولنا بدون سابق إنذار، هذه الوشوشات والهمسات كانت توضح زوايا قاعة الجواهري وأركانها في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب، ظهيرة يوم السبت الفائت، قائلين إن، الموت قد زاره مبكراً، واحاديثٌ أخرى تخللت جلسة استذكار القاص الراحل رسمي ر
كعادته، الموت يلقف من حولنا بدون سابق إنذار، هذه الوشوشات والهمسات كانت توضح زوايا قاعة الجواهري وأركانها في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب، ظهيرة يوم السبت الفائت، قائلين إن، الموت قد زاره مبكراً، واحاديثٌ أخرى تخللت جلسة استذكار القاص الراحل رسمي رحومي الهيتي، بعد مرور اربعين يوماً على رحيله، حيث أقام نادي السرد في اتحاد الأدباء جلسة لاستذكاره، تكريماً لروحه.
حضور واسع شهدته الجلسة، وقد اعتلت المنصّة، اسماء كبيرة من أصدقاء الراحل، ومواكبيه في نشاطه السياسي، والأدبي، وحيث كانت الشموع تتراقص حزناً وهي تحتضن صورة الهيتي، كان محبّوه، يجلسون ويتحدثون عنه واحداً تلو الآخر، من بينهم الكاتب الصحافي، عبد المنعم الأعسم، والكاتبة والقاصّة عالية طالب، الذين تحدثوا عن علاقة الصداقة التي ربطتهم بالراحل...
اصدقاء الهيتي كانوا من أكثر المتأثرين في تلك الجلسة، حتّى أن بعضهم لم يستطيعوا إنهاء كلمتهم التي ألقوها، من بينهم الكاتب شوقي كريم، الذي انسحب عن اعتلاء المنصة، بعد أن خنقته غصّة الحزن، وقال كريم في كلمته "إن جلسة اليوم، خاصة بتوديع علم من أعلام الثقافة العراقية، مات غريباً، حيث ترك قلبه في مدينة هيت، ولف التراب جسده هنا في بغداد".
وأشار كريم، لعلاقة الصداقة التي ربطته بالهيتي قائلاً "الهيتي صديقي الذي أمازحه دائماً، حين نتحدث عن الوداعة فهو تاج لها، وحين نتحدث عن الصدق والوفاء فهو رمز لهما".
وبعيداً عن المشاعر، لم تخل الجلسة من إعطاء حق للجانب الأدبي والثقافي للهيتي، والذي كان من نصيب الناقد بشير الحاجم، الذي لا يعرف المجاملة في جانب النقد، ويقول الحاجم "شارك الهيتي في مسابقة نازك الملائكة عام 2009 عن نصوص قصص قصيرة، وقد فاز بالمسابقة، ليقوم عام 2010 بالمشاركة بما يسمّى باليوبيل الذهبي، للاتحاد، وكان هنالك مشروع لطباعة مؤلفاته التي قدّمها لرئيس الاتحاد آنذاك الفريد سمعان".
أكمل الحاجم حكايته قائلاً "أوكل سمعان لأحد النقاد الجهابذة، أن يقوم بحذف بعض النصوص، ليقوم بطباعة مجموعة رسمي الهيتي، وذلك لأنها ستكلف كثيراً إذ ما طبعت بأكملها، وكان اسم المجموعة "باب السرجة" ذلك أنها تتضمن قصة باب السرجة، إلا أن ما فاجأنا به هذا الناقد "الجهبذ" بأنه حذف النصوص التي فازت بمسابقة نازك الملائكة، كما حذف قصة باب السرجة، فصارت المجموعة التي تحمل عنوان هذه القصة خالية من هذه القصة".
وأشار الحاجم الى "أن المنجز الأهم للهيتي والأكبر له، هو ما يتعلق في كتابه اندهاشات، وهذا الكتاب، ضمّ قسمين، أولهما تنظير وثانيهما نصوص إبداعية.