TOP

جريدة المدى > سينما > شهوة الدم البدائية.. فيلم "العالم السفلي" للمخرج آنا فورستر

شهوة الدم البدائية.. فيلم "العالم السفلي" للمخرج آنا فورستر

نشر في: 30 مارس, 2017: 12:01 ص

 
نخشى المستقبل، فنقبل على حروب الدم بقوة المستذئبين الذين يرصعّون الخطى بالافتراس والانقلاب،  والتمسك بمنطق القوة لخلق تجارة الموت التي تنشأ من حروب الدم  التي تركها المؤلف تتغذى من الاقتتال الثلاثي،  فهل يحاول المؤلف اظهار نقاء

 

نخشى المستقبل، فنقبل على حروب الدم بقوة المستذئبين الذين يرصعّون الخطى بالافتراس والانقلاب،  والتمسك بمنطق القوة لخلق تجارة الموت التي تنشأ من حروب الدم  التي تركها المؤلف تتغذى من الاقتتال الثلاثي،  فهل يحاول المؤلف اظهار نقاء سلالة الدم عند البشر الذين يحملون جينات السلام والمحبة؟.
أم أن الفيلم يعالج اسطورة  مصّاص الدماء بخلق واقع شبيه لها ! عبر البقايا المفقودة من ذاكرة التاريخ المخفي عن العالم؟ أم أن امتصاص دماء الشعوب متعددة الأشكال والألوان والأهداف،  وحتى الأساليب التي تستخدمها الجماعات،  لتحقيق مآرب كسب البقاء بغض النظر عن المعنى الانساني للكون الذي لا يمكن تصنيف البشر فيه دون العودة للماء أو بالمعنى الرمزي في الفيلم وهو العودة الى الحياة الطبيعية ضمن المعنى الحاضن للحياة.  أو الأم التي نشأت من عالم مسالم  خرج منه بطل الفيلم الذي حارب مع الأم لابنة هجينة من نوعين من البشر أو ما يتم تحضيره لمستقبل نجهله.  فهل يمكن لتاجرة موت منح السلام ؟
الماء هو الطريق للعودة الى الحياة أو الفطرة في نشأة الإنسان المتطهر من الأفكار السامة أو من التحولات الزمنية التي تصيبه وتمنحه من المعلومات قوة تجعله يستميت في تحقيق الأهداف أو حل الالغاز التي تنشأ من  تفكير بدائي سببه شهوة الدم أو الشهوات التي تدفع الإنسان لتغيير ما بداخله، فيتكون الجيل الجديد من بقايا الماضي، وهذا ما جعل المخرج يلجأ الى الفلاش باك بنفحة تصويرية مستحدثة. إذ باتت قطرة الدم كقطرة الذكريات التي تضع النقاط على الحروف أو الحقيقة بمكانها في حروب مدمّرة لا يجني منها الإنسان إلا الموت والخراب.
مفردات في حوارات قصيرة لا يشبع منها ذهن المشاهد لما تحمله من مغزى تحليلي يقود الفكر الى استخلاص المشاهد واعادة تركيبها في المتخيل الذاتي الذي يتطابق مع ما يجري في العالم من حروب دم قوية تقضي على معالم الحياة "من دمه قد ينهي الحرب، لن نتقدم اكثر اذا تقاتلنا فيما بيننا، معا نحن اقوياء، اخفاء الحقيقة ابقاك في حدود الامان، اذا لم نتصرف بحكمة فستكون خسائر الحرب اكثر مما نحتمل، يجب أن نكون من ننهي الحرب في المعركة الاخيرة" فهل نجحت "آنا فورستر" في اظهار قيمة النص أو أهداف السيناريو عبر الاخراج المتوازن، وإن تركت للغموض بعض المفاتيح التي تثير ذهنية المشاهد؟
تنوعت المفردة الموسيقية مع كل مشهد،  وتناغمت المقاطع الموسيقية مع الحركة والتعابير ضمن الانفعالات التمثيلية،  كأن المؤلف الموسيقي "مايكل واندماشر" اعتمد على بناء درامي موسيقي لا يقل اهمية عن التعبير التمثيلي الذي نجح به الابطال خاصة " تشارلز دانز" و"ثيو جيمس" و"كيت بيكينسل". اذ ترافقت الحركة الموسيقية مع حركة المشهد الداخلي ومع الحدث بتلاحم سمعي بصري، زاد من قيمة المشهد وابعاده التي لعبت دورها في استمتاع المشاهد في هذا الفيلم الذي يعيدنا الى اسطورة مصّاصي الدماء،  وإن ضمن فيلم تسلسلي صاخب بالمعارك القتالية التي لم يضجر منها المشاهد كما يحدث في أفلام أخرى.
يكافح المؤلف في الفيلم ثورة التعطّش الى الدم والمتاجرة بقطرات دماء يحيا بها الإنسان الذي افتقد ماورائيات الحياة والانطباع المضاد للحروب،  وإن بتغيير الملابس التي أيضاً، لعبت دورها المهم في الفيلم، للايحاء بالزمن وانفصال الأمكنة عن الواقع المتخيل في مراحل الفيلم المختلفة.  مما زاد من نسبة التأثر والتأثير والاقناع المؤدي الى إبراز دور التصوير والخدع السينمائية الغنية،  كغنى السيناريو الذي طرح ملحمة الدم، التي لا تنتهي منذ الانسان البدائي أو الذئب الحيواني حتى الآن . فهل من مصّاصي دماء يبحثون عن تجار للدم في الجزء المقبل من هذا الفيلم؟

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram