يُعدّ مشروع ماء كركوك واحداً من المشاريع الستراتيجية التي خُطط لتنفيذها في المحافظة. والمشروع صُمّم ليسهم في تغذية اكثر من 40 حياً سكنياً في المدينة بالماء الصالح للشرب وتلافي حدوث ازمة مياه خاصة خلال فصل الصيف، بيد أنه ما أن بدأ به في العام 2012 حتى
يُعدّ مشروع ماء كركوك واحداً من المشاريع الستراتيجية التي خُطط لتنفيذها في المحافظة. والمشروع صُمّم ليسهم في تغذية اكثر من 40 حياً سكنياً في المدينة بالماء الصالح للشرب وتلافي حدوث ازمة مياه خاصة خلال فصل الصيف، بيد أنه ما أن بدأ به في العام 2012 حتى توقف العمل فيه في العام التالي، بالرغم من وجود التخصيصات المالية له. والمعروف أن اي مشروع يتوقف العمل فيه ستتضرر منشآته وتتعرض للتلف ما يزيد من الكلفة النهائية للمشروع.
قال محافظ كركوك الدكتور نجم الدين كريم في حديث لـ(المدى) إن المشروع لم يتواصل العمل فيه بسبب عدم صرف مستحقات شركة الفاو المودعة في مصرف دجلة والفرات والتي تصل الى 54 مليون دولار كمبالغ لتأمين نقل وصرف وتجهيز انابيب المشروع ومدّها، وأضاف: لا يعقل أن يتأخر تنفيذ المشروع الذي وصلت نسب انجازه الى اكثر من 88% ، فيما أهالي كركوك بحاجة ماسّة للمشروع الذي سيسهم بحل مشكلة تجهيز الماء خلال فصل الصيف، ويكون داعماً لمشروع ماء كركوك الموحّد بمرحلته الأولى، والذي كان يجب انجازه نهاية العام 2013، ونحن اليوم في الشهر الرابع من العام 2017 ومازال المشروع متوقفاً.
ويؤكد كريم: لقد طالبنا وزارة الاسكان والبلديات والمديرية العامة للماء وشركة الفاو المنفذة مراراً، بسرعة انجاز المشروع الذي تمت المباشرة به منذ مطلع العام 2012 وشهد توقفات عدّة، داعياً الى حل المشاكل التي تعيق اكمال المشروع، لأن ادارة محافظة كركوك، تسعى لتقديم كل ما يسهم بالارتقاء بالجانب الخدمي. وواصل المحافظ حديثه بالقول: الأمر يستدعي مخاطبة البنك المركزي لغرض صرف المبالغ المودعة لديه لتمويل شركة الفاو لإكمال المشروع، كون انجازه سيسهم في حل مشكلة تهدد مواطنينا كل صيف، بخاصة وأن كركوك استقبلت عشرات الآلاف من النازحين، وهؤلاء يشكلون ضغطاً وتحدياً على مؤسساتنا الخدمية.كريم دعا أيضاً الدول المانحة والمنظمات الدولية، لدعم محافظة كركوك في مجال المشاريع الحيوية، خاصة مشروع الماء الموحد ومشاريع فك الاختناق وتغذية الكهرباء ونصب المحولات، وكذلك مساعدة المؤسسات الصحية لسد احتياجاتها من اجل تقديم خدماتها بشكل صحيح، مبيناً أن، التقارير الفنية التي أعدت من قبل دوائر وزارة الكهرباء بكركوك، تؤكد حاجة المحافظة الى تطوير البنى التحتية لمشاريع الكهرباء ومحولات التوزيع والتجهيز.
مستشار محافظ كركوك لشؤون الإعمار المهندس عبد الكريم حسن رفيق، يعطي في حديث لـ(المدى) معلومات مفصلة عن المشروع الواقع في (كي وان)، 15 كيلومتراً شمال غرب كركوك، والمنفذ من قبل شركة الفاو العامة التابعة لوزارة الإسكان والبلديات، قائلاً إن، كلفة المشروع تصل الى 100 مليار دينار، وهو مشروع مهم مصمّم ليعمل بطاقة 12 الف متر مكعب بالساعة، ويمكنه أن يغذي أحياء مدينة كركوك ضمن مرحلته الثانية، كما انه يتضمن اعمال الركائز لأبنية المشروع وأحواض الترسيب البالغ عددها (12)، مع أحواض المزج السريع بعدد (3) وحوض السيطرة وبناية الغسيل العكسي و بناية الكيمياويات، وخزان حفظ الماء الصافي وبناية الرفع العالي وبناية الطاقة الكهربائية والدور السكنية، عدد ستة، منها (4) للموظفين و (2) للمهندسين.
ويشير رفيق الى أن، جميع مراحل العمل أنجزت مثل الخط الناقل للمياه وايصال الانابيب للمخازن، لكن شركة (الفاو) بحاجة للتمويل من المبالغ المودعة في المصرف، وقد تمت مخاطبة البنك المركزي والأمانة العامة لمجلس الوزراء للإيعاز الى مصرف دجلة والفرات الأهلي لإطلاق المبلغ المتبقي بغية اكمال المشروع، خاصة وأن شركة الفاو هي إحدى شركات وزارة الاسكان والبلديات، وقد ابدت استعدادها لإكمال المشروع في غضون اشهر قليلة في حال اطلاق المبلغ أو جزء منه. ويرى رفيق أيضاً، أن تجربة كركوك منذ نيسان العام 2011 حتى اليوم، في اعتماد اسلوب التنفيذ المباشر أو الاستعانة بمقاولين من اهالي كركوك غيّرت صورة كركوك وجلبت تقدماً وتطوراً عمرانياً وحضارياً، في وقت أن الاستعانة بشركات ليست من كركوك أو تابعة لوزارات، فعادةً ما يتم التأخير في المشروع أو الفشل أو حتى اخطاء بعد التنفيذ مما يدفع ثمنها المواطن الساعي للحصول على الخدمات .
متين فاروق عمر، وهو صيدلاني تركماني يسكن حي صاري في كركوك، يقول في حديث لـ(المدى)، إن أزمة المياه خلال فصل الصيف تفاقمت خلال العامين الماضيين عقب استقبال كركوك لأكثر من 650 ألف نازح، لذا على وزارة الاسكان والبلديات، أن تدعم تنفيذ وانجاز المشروع الذي حقق نسباً متقدمة وكبيرة في إنجازه .
وكانت وزارة الإعمار والإسكان قد أعلنت في (25 من تموز 2012) أن شركة الفاو الهندسية التابعة للوزارة حققت نسب إنجاز متقدمة في مشروع (ماء كركوك/ المرحلة الثانية) الذي ينفذ لصالح وزارة البلديات والأشغال العامة بكلفة (94) مليار دينار، وأكدت أن، المشروع عندما ينجز يكفي لسد حاجة المدينة من الماء الصالح للشرب لمدة (25) سنة..