توبّخ استاذة جامعية طفلها الوحيد (5 سنوات) في شكل يومي لدى ارتكابه حماقات الصغار التي اعتادها، وتستعين بوالده لضربه في حال امتناعه عن تأدية فروض الروضة التي بدأ الدراسة فيها منذ شهور .العجز عـن الردع وتقول في دراسة ميدانية نُشرت مؤخراً في
توبّخ استاذة جامعية طفلها الوحيد (5 سنوات) في شكل يومي لدى ارتكابه حماقات الصغار التي اعتادها، وتستعين بوالده لضربه في حال امتناعه عن تأدية فروض الروضة التي بدأ الدراسة فيها منذ شهور .
العجز عـن الردع
وتقول في دراسة ميدانية نُشرت مؤخراً في احدى الكليات (حين أجد نفسي عاجزة عن ردعه أو منعه من الشخبطة على دفتره أستعين بوالده الذي يضربه ويؤدّبه فيمتنع عن العبث بكتبه وتمزيقها في لحظة غضب أثناء تدريسي له فهو غالباً ما يرفض إكمال واجباته ويعبّر عن عصيانه بتمزيق دفاتره أو كتبه ) وتضيف : تربية الصغار من دون عنف تفسدهم وتعرّضنا للانتقاد أمام الآخرين الذين سيتهموننا بالفشل في تربية الأولاد إذا بدرت منهم تصرفات سيئة .
واللافت أن الاستاذة الجامعية ليست ربة منزل فقط، بل هي مُدرِّسة في احدى الكليات وتحمل شهادة الدكتوراه منذ ثلاثة أعوام وتعيش مع زوجها ويوصلان صغيرهما إلى الروضة صباح كل يوم ثم ينطلقان إلى مقرعملهما ويعودان ويصطحبانه بعد الظهر.
أسر عراقية عدة على اختلاف ثقافاتها ومستواها التعليمي تؤيد « السيدة الجامعية » وتعتبر أن العنف جزءٌ مهمٌ من قوانين التربية في البيت، بدءاً من رفع الصوت في وجه الطفل المتذمِّر أو الذي يرتكب حماقات الصغار المعتادة مروراً بحرمانه من أشيائه الخاصة التي يعشقها وصولاً إلى استدعاء الأب لضربه في حالة العجز عن ثنيه عن إرادته. وتوضح الاستاذة الجامعية أن « معظم صديقاتي يستخدمن العنف في تربية الأولاد فالديموقراطية لن تجدي نفعاً مع الطفل الذي يعتاد الضرب لا سيما بوجود جد أو جدة يفسدانه داخل المنزل ويشجعانه على التذمّر بل ويدافعان عنه دائماً ».
ويؤكد هذه الآراء احد الآباء ويدعى ( س . م ) في ضرورة استخدام العنف مع الأطفال في حالات معينة باعتبار أنه مهم تحديداً مع الأولاد الذكور مبرراً موقفه بالقول: « يمتاز الذكور بالعناد على النقيض من الأناث اللواتي يطعن الوالدين. لذا استخدم العنف مع ابني ( أ ) 8 سنوات في المقابل لا تتذمّر ابنتي ( س ) (6 سنوات) ولا تتمرّد مثل أخيها ، بل غالباً ما تنجز واجباتها المدرسية ».
سلوك الأولاد والأناث
وليست الواجبات المدرسية وحدها ما تسبب الضرب، بل سلوك الأولاد في ما بينهم كما يقول ( س ). فهم غالباً ما يتشاجرون في ما بينهم وفي شكل مستمر، ونادراً أن تتشاجر الفتيات وعند حصول ذلك يكفي التوبيخ أو الصراخ بصوت عالٍ لإيقاف كل شيء وإنهاء الأمر. فيما يتعارك بعض الاولاد في ما بينهم غير آبهين بصيحات الأهل . وخلصت الدراسة بنتيجة أن العنف يشكّل جزءاً من التربية وقوانينها والعلاقة بين الأولاد داخل الاسرة الواحدة .