"حينَ بسالة لا تُلام"يا أبي،من أجْلِكَ أحببتُ إليوت،رغْمَ أنَّ أرضَكَلم تكُنْ يَباباً، بل أرض فاكهةٍ مهذَّبة،وحبوبٍ لا تخذلُها المواسمُ.ياسليلَ قلبِ "صَبْنا" الكلدانية،تلهج باسمَ "مهادوخت"كلما دوَّخَكَ الحنينُ إلى أرض "آدَنَ". من قالَ: أنكَ أقسى الشه
"حينَ بسالة لا تُلام"
يا أبي،
من أجْلِكَ أحببتُ إليوت،
رغْمَ أنَّ أرضَكَ
لم تكُنْ يَباباً،
بل أرض فاكهةٍ مهذَّبة،
وحبوبٍ لا تخذلُها المواسمُ.
ياسليلَ قلبِ "صَبْنا" الكلدانية،
تلهج باسمَ "مهادوخت"
كلما دوَّخَكَ الحنينُ إلى أرض "آدَنَ".
من قالَ: أنكَ أقسى الشهور.
يالنقيَّ مثل تجانُس الماء
على الماء.
هل أخطأَكَ الحُلمَ، فأنزلكَ
"الأرضَ الخراب؟"
حيثُ ضوءُ الوقت شحيحٌ،
وبخيلٌ في مقلتيك،
وتِبْغُكَ غيرُ التبغِ،
والرمادُ بلونِ عينيك
صافياً كعينِ الديك.
تهجُسَ ثمالةَ الماء،
ومايفضحهُ الغيم لسَكرةٍ
حتى الفجر.
الأرضُ بَرَكة،
والملحُ كثير،
والماءُ:
ستشربَ زلالهُ ليكون لكَ في المكانِ يقين،
وسيتسعُ المشهد ببطءٍ،
وسيمر خيطُهُ كما في خُرمِ إبرة.
خجلُكَ، على صوابٍ،
بلا تأويلٍ في الكلمات،
كما شُجَيْرةُ رُمّان تحت دالية.
كانَ الظلُّ خفيفاً،
كشعركَ السَّبِلُ المزيَّت
كيف تحكُّ السفنَ جلدَ المرافئ،
عاملاً في مسفنِ المعقل كنتَ،
ترطُنُ اللهجة البَصْريَّة
بلسانٍ آرامي،
فاستَعْصَت عليكَ أبْجديَّةُ الفسائلِ.
لم يُغادِركَ ظلُّكَ.
شمس الجنوب على مهلها.
لكن بدلة الموانئ التي يوحدُّها الأزرقُ
كانت تسعُ أكثر عمال المسفنِ.
أكان على البالِ أن تسألَ: (يافَهَد)،
أأنا من تلكَ الطَبَقة؟.
لِمَ خبَّأتَ بنطالكَ الكاكي القصير
كذكرى من أيامَ "الليفي"، تحت حصير
البَرْدِي؟.
كثيراً مالعَّبت أصابعكَ
وأنت تودِّع المرتزقةَ الهنود
في جيش الإنكليز،
ملوِّحاً لهم بوردة من حديقةِ "أمْ البْرُوم".
مهبطكَ الأول لم يكُن ورديًّا،
ولاسربُ فواخت طالَ فرحكَ
من خبطِ أجنحةٍ.
أبي،
يالآراميُّ الغريبُ،
وحيداً تدور بشعرٍ خفيف وقبعة الأنكليز
مازالت على رأسكَ من الحبانية،
والأرضُ هي هي،
أرض خراب.