الإنسان - عموما - يتكيف مع ظروفه المحيطة به ، يتغير بمرور الزمن وتقدم العمر ، يكتسب مهارات جديدة . يستعرض اخطاء غيره فلا يجربها ، يستفيد من أخطائه فلا يكررها ، ينضج تفكيره وتتغير فلسفته بتقدم العمر ، و،، و ،، فهل يشذ العراقيون عن الإنخراط في أس القاعدة ؟!.
……..
الشخصية العراقية مركبة من تراكمات تاريخية جمة .. بأتفاق معظم من كتب حول الشأن العراقي ، او أرخ له … شعب عاش وجرب كل صنوف الإختبارات المصيرية :: اوبئة . طواعين ، فيضانات ، تنكيل ، تهجير ، و،و، نجح في بعضها ظافرا ، ( وجود الرواد في الأدب رالفن والفقه والعلوم ) وسقط في بعضها رغما عن انفه ..
نادى بالديموقراطية منذ النشأة الأولى فما ذاق منها سوى علقمها . وما تمرغ سوى بوحل سوءاتها .. العراقي المتسلط المتزمت ، هو نفسه المستسلم ، هو نفسه شديد البأس المستأسد ،، زرع فما حصد سوى الخيبة والخذلان .. إكتنز . فتبعثرت كنوزه بددا في بلدان الشرق والغرب .. حذروه من مذلة الشكوى لغير الله ، فإمتثل صاغرا ، لكنه خيفة وخفية ظل يشكو لغير الله ،، مستمرئا عبوديته ومذلته للبشر .. نصحه والده ، واوهمه معلمه إن النجاة في الصدق ، وشهد بآم عينه ضلالة ما قالوا ، وإن النجاة الحقيقية في إقتراف فضيلة الكذب .. إنصاع لعقاب المعلم بكتابة عبارة ( إخشوشنوا ُفإن الترف يزيل النعم ) مئة مرة ، وحين سأل اباه :: ما هو الترف ؟؟ زجره الوالد العاطل عن العمل إذ قال له : صه .ذاك هو العراقي سليل الحضارات . وريث الأبجدية الإولى ،،جامح منقاد ، قائد مقاد ،،مثقف جاهل ،
،متعلم أميّ ، نزيه غاصب ، زاهد شديد الجشع ، ذكي شديد الغباء ، أليف ضاري ، بطيء عجول ، متزن نزق ، ،،، بلد شاخ فيه شبابه قبل الأوان ،، وإستمرآ شيوخه التلذذ بشراب عودة الشيخ لصباه ، دون رادع او رقيب …
من يعيد للعراقي هويته الضائعة ؟ المفقودة في غفلة من زمن ….من ؟!
جذاذات ذاكرة .
[post-views]
نشر في: 2 إبريل, 2017: 09:01 م