نادي النباتاتيعتقد كثيرون بأن النباتات أشياء ذات طابع منفعي وديكوري، كما يقول ريتشارد مابَي. فهي تبعث على السرور من حولها، لكنها لا تؤثر في خيالنا كما تفعل الحيوانات. ويُعد كتاب مابَي الأخير هذا، ( نادي النباتاتTHE CABARET OF PLANTS  )، تحدياً ل

نادي النباتات

يعتقد كثيرون بأن النباتات أشياء ذات طابع منفعي وديكوري، كما يقول ريتشارد مابَي. فهي تبعث على السرور من حولها، لكنها لا تؤثر في خيالنا كما تفعل الحيوانات. ويُعد كتاب مابَي الأخير هذا، ( نادي النباتاتTHE CABARET OF PLANTS  )، تحدياً للرأي القائل بأن الخضراوات مجرد شيء تابع للمنظر الطبيعي ".  والكتاب قصة عن النباتات باعتبارها مؤلفة لحيواتها الخاصة، ولها أجنداتها في ما يتعلق بها من أمور، وفقاً  لرأي المؤلف.
ويمكن أن يبدو هذا احتمالاً للتنبيه في هذا الشأن، غير أن تحمس مابَي لقصص الحياة النباتية أمر لا يتوقف عند نبات بعينه. فهو يجد تحمساً لديه نحو كل شيء، من النبتة البسيطة ذات الأزهار الزرق، التي يحبها الشعراء الرومانسيون، إلى صائدة الذباب الضارية، التي اكتُشفت في مستنقعات كارولينا.  وفوق كل شيء، نجده يجادل، في كتابه هذا، بأننا نستطيع أن نتعلم من الأشجار والزهور الكثير من الأشياء. ذلك أن قابليتها للتكيف، وقدراتها الحسية المفهومة قليلاً لدينا، تمتلك الكثير مما يمكنها أن تعلّمنا إياه حول علاقتنا بالطبيعة.

العصف ببوّابات الفردوس

جعلت ريبيكا سولنيت عملها هنا، في كتابها، ( العصف ببوابات الفردوس STORMING THE GATES OF PARADISE)، أن تجمع وتعيد جمع أفضل ما هناك من أفكار لدى الحركة البيئية، وحركة مساواة الحقوق بين الجنسين، والفن البصري الأميركي. وتكمن جذور كتابتها، المتعلقة بالمناظر الطبيعية المدينية والريفية، في الغرب الأميركي، وخصوصاً كاليفورنيا ونيفادا. وكتابها هذا عبارة عن مجموعة من 35 مقال لها مزودة بالصور، تُظهر تفكير المؤلفة القوي والتوحيدي.  ففي موضوعها " التنقيب في السماء "، مثلاً، تضع المؤلفة تاريخ العلم في سياق الثقافة الغربية، ذاهبةً بنا من التأمل على حدود السماء/ الأرض في رسم المنظر الطبيعي إلى تيليسكوبات غاليلو ودورها في تحسين الحساب الطولي، الذي أعقب الاكتشاف والاستثمار الأوروبي الأعظم لما هو الآن الغرب الأميركي.   
وفي مقالها " بنات أخريات، ثورات أميركيات أخريات "، تضع المؤلفة سياقاً لأعمال عدد من الباحثات، مبيّنةً العلاقات بين النظم البيئية، والفضاءات التي صنعها البشر، وحقوق الإنسان، والانشغالات البيئية، والعمل الإبداعي. وتقوم، بذكاء ولطف، بمعالجة الانفصال المُدرَك والمعزز ثقافياً بين المنظر الطبيعي و الثقافة، الذي " يجعل السياسة موحشةً والمنظر الطبيعي مبتذلاً  "، كما تقول.

كيمياء التحري السري

يستكشف هذا الكتاب، ( كيمياء لخبير التحري السري CHEMISTRY FOR THE ARMCHAIR SLEUTH)، عشرات من سمات العلم الشرعي، ناسباً كل واحدة منها إلى جانب من جوانب الكيمياء. وكل فصل من فصول الكتاب مستهل بتجربة ملموسة، يمكن للقراء الكبار القيام بها في البيت بمواد شائعة الاستعمال ( فرضياً )، مبيناً تقنيات حل لغز الجريمة ومنها الكيمياء. بعدها، يُفتتح الفصل نفسه برسم يرتّب تحقيقاً متعلقاً بمشهد الجريمة. ويُترك القارئ ليفكر بمن يكون الفاعل، بينما تجري مناقشة الكيمياء المناسبة، وبقوم أخيراً المتحري، أو البوليس السري، بحل القضية.
وتتقدم  المواضيع بصعوبة وتتضمن البنية الذرية والجزيئية، ومراحل المادة، والقوى الجزيئية المتبادلة، وردود الأفعال الكيميائية. ويستخدم النصف الأخير من الكتاب الكيمياء المناقَشة سابقاً لتحليل أدلة التتبّع ــ كما يحدث حين يُستخدم  تصوير طيفي بالأشعة تحت الحمراء لمقابلة أجزاء النسيج الأزرق الموجود في أفواه الكلاب الميتة مع بنطلون الجنز الأزرق لقاتلها. ويمكن القول إن الكتاب، الذي لا يفترض أية معرفة سابقة بالكيمياء، منظم بشكل جيد، ومطعَّم بتمثيلات ممتعة ومكتوب بلغة مفهومة وجذابة. لكن بعض الشروح بقيت غامضة، والمؤلفون أغفلوا العديد من الفرص من أجل توفير الرسوم البيانية النافعة.