تضمُّ مدينة الكوت وسط العراق، إضافة لحقلين نفطيين ومنفذ زرباطية الحدودي المهم مع إيران، كما يجري العمل على فتح منفذ الشهابي المحاذي للحدود الايرانية أيضاً، لاستيعاب زخم وفوضى الحشود الوافدة من إيران خاصة في أوقات الزيارات الدينية، وهنا بحسب م

تضمُّ مدينة الكوت وسط العراق، إضافة لحقلين نفطيين ومنفذ زرباطية الحدودي المهم مع إيران، كما يجري العمل على فتح منفذ الشهابي المحاذي للحدود الايرانية أيضاً، لاستيعاب زخم وفوضى الحشود الوافدة من إيران خاصة في أوقات الزيارات الدينية، وهنا بحسب مختصين بالشأن الاقتصادي، لابد من الإسراع بفتح مطار في هذه المحافظة للسيطرة على حركة الوافدين من جهة وتسهيل الأمور التجارية والاستثمارية من ناحية أخرى، الأمر الذي يمكن له أن ينعش الوضع الاقتصادي للمحافظة والبلد بشكل عام، ويسهم بتوفير الآلاف من فرص العمل.   
وقد يكون تحويل قاعدتين عسكريتين في جنوب العراق، الذي يحمل ثقلاً اقتصادياً وسياحياً، ليس بالهيّن في بلد يحتاج لتنشيط موارده البديلة للنفط الذي ظل لأعوام، الداعم الأول لموازناته، خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، اذا ما أضيف لها تحويل قاعدة الكوت العسكرية، التي تأسست في سبعينات القرن الماضي، الى مطار مدني، بعد موافقة مجلس الوزراء في الـ"28/2/2017، على البدء بإنشاء مطار الكوت.
رئيس لجنة الاستثمار في مجلس محافظة واسط، هاشم الزاملي، يؤكد في حديث لـ(المدى)، أن وزارة النقل ستقوم السبت المقبل، بوضع حجر الأساس لمطار الكوت المدني الذي سيشغل جزءاً من قاعدة الكوت الجوية، مضيفاً: الحكومة المحلية وإدارة المحافظة، تفضلان أن يُخصّص المطار لأغراض الشحن الجوي لعدم وجود مطار مماثل في البلاد، وبهذا الصدد، فإن وفداً من الحكومة المحلية، التقى بوزير النقل كاظم فنجان الحمامي مؤخراً، لبحث آليات افتتاح مطار الكوت المدني بشكل تدريجي، وبدوره أكد دعمه للمشروع وتحديد السبت المقبل، موعداً لوضع حجر الأساس للمطار، والبدء بإجراءات تأهيله تمهيداً لافتتاحه قريباً".
الزاملي يؤكد أيضاً: أن وزير النقل، وجّه بتشكيل لجنة فنية من المختصين لتهيئة الإجراءات المتعلقة لهبوط أول طائرة مدنية في المطار السبت المقبل، والتي ستقل وزير النقل ووفداً من الوزارة، على أن تشهد الأشهر القليلة المقبلة، عملاً مكثفاً بين محافظة واسط ووزارتي النقل والدفاع، لإكمال متطلبات مطار الكوت المدني، بغية افتتاحه بأسرع وقت، ويكون استخدامه مزدوجاً للأغراض العسكرية والمدنية في آن واحد، وذلك بعد موافقة رئيس الوزراء ووزارة الدفاع، على تحويل جزء من قاعدة الكوت الجوية الى مطار مدني، مشيراً في الوقت ذاته: الى أن مقومات المطار موجودة، لاسيما أن قاعدة الكوت الجوية، تعد الأكبر في العراق علاوة على موقعها المميز، وقد طرحت إدارة المحافظة عدّة مقترحات بالتنسيق مع وزارة الدفاع لتشغيل المطار، من ضمنها شطر القاعدة إلى قسمين مدني وعسكري، مع الرغبة بأن يخصص هذا المطار لأغراض الشحن الجوي لعدم وجود مطار مماثل في البلاد". ومازال القول للزاملي، الذي يبيّن أن الحكومة المحلية، تلقت في مرات سابقة، عروضاً مختلفة من عدة شركات عالمية ومحلية لاستثمار مطار الكوت، لكن حتى الآن، لم يتم البت بأيّ من تلك العروض، ومازالت تخضع للدراسة من قبل الجهات الفنية المختصة، لافتاً الى أن، أحد تلك العروض، تضمن قيام الشركة التي ترغب باستثمار المطار، بإنشاء جسر على نهر دجلة، المنطقة المقابلة للمطار، لتخفيف الزخم المروري الذي يحصل داخل المدينة وإنشاء فندق خمس نجوم، مع إنشاء منطقة للتجارة الحرة لجذب الشركات والتجار العراقيين والأجانب للتبادل التجاري، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في إنعاش الواقع الاقتصادي للمحافظة، وقد زار وفد من وزارة النقل المحافظة، وأطلع على العرض الذي تقدمت به تلك الشركة، وأبدى جملة من الملاحظات الايجابية مع إمكانية أن يكون مطار الكوت، مطاراً للشحن الجوي لعدم وجود مطار مماثل في العراق لموقعه الجغرافي المهم".
من جانب آخر، يرى معاون محافظ واسط نبيل شمه، في حديث لـ(المدى)،  إن مطار الكوت، ستكون له أهمية كبيرة في مجال الشحن الجوي، خاصة وأن البلاد تخلو من هكذا مطارات، كونه يتميز بمدرج كبير يتحمل هبوط وإقلاع الطائرات ذات الحمولات العالية والكبيرة، الى جانب وقوع المطار عند مفترق شبكة من الطرق تربط شمال البلاد مع جنوبها والشرق مع الغرب، وقربه من الطريق الدولي السريع، الذي يسهل نقل الحمولات من المطار ذاته الى المحافظات الأخرى ومنها الى العاصمة بغداد".
ويؤكد شمه: على امكانية أن يكون للمطار دور في تسهيل عملية نقل الحجاج والمسافرين والمعتمرين الى الديار المقدسة، ناهيك عن تنظيم رحلات الى مدينة مشهد المقدسة في ايران، واستقبال مئات الآلاف من الزوار الايرانيين الوافدين للعراق، لزيارة العتبات المقدسة في النجف وكربلاء، خاصة في الزيارة الاربعينية، منوهاً الى، أن استكمال عملية تأهيل وعمل المطار ستوفر الآلاف من فرص العمل المختلفة للمواطنين في القطاع الخاص، ناهيك عن تشغيل آلياتهم ومركباتهم، إذا ما أضفنا لها  توفير الوظائف المعتمدة في المطار، والتي يتم تحديدها من قبل وزارتي النقل والداخلية، فيما يتعلق بعمل دائرة الجوازات والحماية، وغير ذلك من الوظائف الأخرى، كما سينعش اقتصاد المحافظة والبلد بشكل عام ويكون عاملاً مهماً في رفد خزينة الدولة بالمردودات المالية الكبيرة".
ومنذ تولي باقر جبر الزبيدي وزارة النقل سابقاً، تم الإعلان في 11 أيلول 2014، عن امكانية افتتاح مطار مدني في مدينة الكوت، وموافقة وزير النقل وكالة عبد الحسين عبطان في صيف 2016، بتحويل جزء من قاعدة الكوت الجوية الى مطار مدني، مع اعلان إدارة المحافظة نهاية العام 2016 إكمال المرحلة الأولى للتصاميم المقترحة لمطار الكوت المدني، مازالت المحافظة بانتظار تحقيق انشائه إسوة بمحافظة الناصرية، التي شهدت افتتاح مطارها المدني في العاشر من آذار 2017، الذي شيّد هو الآخر على قاعدة الإمام علي العسكرية.
وتضم قاعدة الكوت العسكرية، (5 كم غربي الكوت) التي يشتد السعي لضرورة تحويلها الى مطار مدني مؤخراً، مدرجين كبيرين لإقلاع مختلف أنواع الطائرات العسكرية وهبوطها، كما تعد  من القواعد الجوية المهمة، حتى اصبحت بعد العام 2003، المقر الرئيس للقوات الأميركية في المحافظة، وسميت (قاعدة الدلتا)، قبل أن يتم استبدال تسميتها بعد رحيل تلك القوات الى قاعدة الكوت الجوية، وبعد تجمع اسراب طائرات السوخوي الحربية المقاتلة في هذه القاعدة لعقود مضت، هل ستشهد تجمع أسراب أخرى لطائرات "البوينك" المدنية السلمية؟.