TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > 9 نيسان .. الصحة النفسية للصداميّين أولاً !

9 نيسان .. الصحة النفسية للصداميّين أولاً !

نشر في: 9 إبريل, 2017: 06:21 م

adnan.h@almadapaper.net

بالتأكيد، لا يحتاج العراقيون إلى يوم عطلة جديد. هم متخمون تماماً بالعطلات، حتى أن بعض مناسبات اليوم الواحد (الدينية) تمتدّ عطلتها غير المقرّرة رسمياً الى اسبوع كامل. ما من دولة أخرى يتمتّع سكانها حتى بنصف عدد العطلات العراقية. أحدهم أحصى ذات مرة عدد الأيام التي لا يعمل فيها موظف الحكومة العراقية ( معظم قوة العمل حكومية)، فوجد أنها تقارب نصف عدد أيام السنة !
يوم أمس، وهو تاريخ مجيد في حياة الشعب العراقي، مرّ مِن دون أن أن تُصدر الحكومة أو رئاسة الجمهورية أو رئاسة مجلس النواب، بياناً يحتفي بمناسبة  سقوط نظام صدام المتوحّش، مع أن هذا التاريخ والحدث الكبير الذي شهده هما ما أتاح للحكومة الحالية وسابقاتها بكل طواقمها والرئيس الحالي ونائبيه ونظرائهم السابقين ورئيس مجلس النواب ونائبيه ونظرائهم السابقين وكل أعضاء البرلمان السابقين، فضلاً عن سائر الكبار من المسؤولين في الدولة، أن يكونوا في مواقعهم وأن يكون لهم اعتبار أكبر من اعتبارهم السابق يوم كانوا في المعارضة (بعضهم لم يكن له أي اعتبار في ما مضى. وليس كل مسؤولي النظام الحالي كانوا معارضين لصدام ونظامه، فالعديد من هؤلاء المسؤولين كانوا خدّاماً أذلّاء للدكتاتور الذي أطيح  ونظامه في التاسع من نيسان  2003، لكنّ الاحزاب المتنافسة والمتصارعة على السلطة والنفوذ والمال( إسلامية في عمومها) تنافست في ما بينها على استقطابهم وضمّهم إلى صفوفها، وهم من جانبهم، وبخاصة عناصر مؤسسات الأمن والمخابرات والأجهزة الحزبية الخاصة المتورط كثير منهم في جرائم ضد الشعب، وجدوها فرصة ذهبية للتغطية على عارهم القديم والافلات من العقاب. وفي المقابل ليس كل معارضي صدام ونظامه صاروا مسؤولين في النظام الجديد، فالاحزاب المتنافسة فضّلت عليهم المرتزقة من فلول النظام السابق المستعدين للسمع والطاعة).
فقط اقليم كردستان ومحافظتان، هما ميسان وكركوك وقضاء خانقين في محافظة ديالى، احتفلت أمس بيوم سقوط النظام الدكتاتوري وجعلت منه عطلة رسمية، وهذا يُحسب لها، فيما يُحسب على الحكومة ورئاسة الجمهورية ومجلس النواب، المفترض تمثيلهم للشعب العراقي برمّته، تجاوزهم على حق هذا الشعب، أو في الأقل أغلبيته، بعدم الاحتفال أو أقلّه التنويه بهذه المناسبة المجيدة.
من المفهوم ألّا يرغب أنصار النظام السابق ومؤيدوه بالاحتفال بيوم التاسع من نيسان لأنه يوم سقوط دولتهم، لكن ما ذنب الذين ناضلوا ضد ذلك النظام وتكبدوا التضحيات الجسام، وما ذنب الذين تعرّضوا للموت في السجون والمعتقلات وفي المقابر الجماعية وحملات الأنفال وفي حلبجة بالكيمياوي وبكاتم الصوت أو  واجهوا القمع والاضطهاد والتهجير والنفي، أن تتجاوب "حكومتهم" ورئاسة "جمهوريتهم" ومجلس "نوابهم" مع رغبة أنصار النظام السابق وتداري مشاعرهم، فتضع هذه المؤسسات جميعاً أنفسها في خدمة صحتهم النفسية، بقرارها عدم جعل يوم التاسع من نيسان مناسبة للتذكير، في الأقل، بالمحن التي عاشها الشعب العراقي في عهد صدام ؟
هل مِن جواب لدى رئاسات الحكومة والجمهورية والبرلمان عن هذا السؤال الحارق؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram