TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حبال وهمية

حبال وهمية

نشر في: 10 إبريل, 2017: 09:01 م

حول عنق كل منا ، حبل وهمي صنعناه بأنفسنا ..بافكارنا ورسائلنا السلبية التي نغذي بها عقولنا يوميا ..حبل يلتف حول عقلنا الباطن ويمنعنا من التقدم الى الأمام ..فنحن عبيد لعادات ومعتقدات وهمية لايسعنا التخلص منها ،هل يمنعنا الخوف من العواقب أم اننا أدمنا التعود والانقياد لمسلمات حياتنا دون تفكير أو محاولة للتغيير ؟..
في نقاش حول المشاركة في الانتخابات دار بين مجموعة من (المثقفين) أعرب البعض عن رغبته بمجافاة الانتخابات التي لم تحقق للشعب العراقي ماكان يرجوه من الديمقراطية ، ووقف البعض الآخر على الضد مدافعا عن ضرورة المشاركة لادامة الفعل الديمقراطي في البلد واحتمالية التغيير ..وحين دار النقاش هذه المرة بين الراغبين بالمشاركة في الانتخابات ، بدأت الحبال الوهمية بالالتفاف حول أعناقهم تدريجيا وعبّرت السنتهم عما يدور في عقولهم الباطنة فانحاز كل منهم الى مااعتنقه من معتقدات لامجال للمساس بها حتى لو كانت مغرقة في الخطأ والضلال ..انهم يظنون ان اتباع المعتقد يمثل القوة والتمسك بالجذور غير انهم يجهلون حقا انهم انما يتمسكون بمن يستغل المعتقد لتمرير مصالحه الشخصية غير عابئ تماما بما يمكن أن يؤول اليه الأمر فيما لو انكشفت الخفايا واتضحت الصورة للناس العاديين ..من يرفع لواء المذهب او المعتقد انما يعمل للحظته ويبني مستقبله الشخصي ولايهمه كيف سيكون المستقبل كلما اقترب أصحاب المعتقدات من مصالحهم الخاصة وابتعدوا اكثر عن اتباعهم ..
المشكلة ان من كانوا يتحدثون يحسبون انفسهم على صنف (المثقفين) لكنهم عاجزون عن الانسلاخ عن مسلمات حياتهم وكأنهم خائفون من فكرة الغناء خارج السرب ، فقد اعتادوا على الانقياد للثوابت الراسخة في عقولهم منذ الصغر ولم يفكروا يوما بالأتيان بشيء جديد خشية تشتتهم أو تغلب الآخر عليهم ..وهكذا انحاز كل من المتناقشين الى طائفته ومذهبه والى من يمثلهما في نظره حتى لو كان هذا النموذج مثقلا بمئات التساؤلات عن اخلاصه وايمانه بالوطن وبمراعاة مصالح المواطنين وتطوير مستقبلهم نحو الأفضل ..
هل ستنجح الانتخابات بعد هذا النقاش بين مجموعة (المثقفين) ..وكم مثقف حقيقي سيتمكن من الإفلات من حبله الوهمي ليغرد خارج السرب ويختار من يدله عليه عقله ووعيه ؟...النسبة قليلة ولاشك واقل من ذلك بكثير فيما يخص الناس البسطاء فحبالهم الوهمية اكثر قوة ومتانة وانقيادهم للمعتقد والطائفة والمذهب أكثر تشددا ..ربما لأنهم خائفون فعلا من التمرد على مسلمات حياتهم او لأنهم يعجزون عن ايجاد بدائل جاهزة لمن يصور لنفسه ولهم انه الممثل الشرعي لأفكارهم والملبي لنداءاتهم والساعي لخيرهم ..
قد لاتنجح الانتخابات أبداً فيما لورضخنا أبدا لضغط أفكارنا الجاهزة ..وقد لاتكون هناك انتخابات اصلا فيما لو تحول الانقياد الى تشدد والتشدد الى تطرف والتطرف الى عداء ...وقد تتم الانتخابات وتفرز نفس النتائج بينما يتواصل التفاف الحبال الوهمية حول أعناقنا !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram