في خضم الصراع الدامي على المكاسب والمغانم الآنية — في العراق لاسيما — والبحث المسعور عن مرتع اخصب ، ومتع اشهى ، ولقمة اطيب ، ورزق أوفر وثراء أوسع، نسي ( ساستنا ) .. لا سامحهم الله ، الحفاظ والحرص على حسوة ماء صالحة للشرب ، وصونها من البدد .
قد يصبر المرء على إحتمال الجوع اياما ، لكنه لا يقوى على مغالبة العطش إلا يوما او بعض يوم . تلك حقيقة علمية متداولة ، ومعترف بها .ذلك إن تركيبة جسم الإنسان : أنسجته وكتلة دماغه وعضلاته ومضغ قلبه وكبده وكليتيه ، و..و..جميعها مجبولة من خلايا مترعة بالماء .مغرقة ومغرورقة بالماء ، فيها وحواليها .
لا جديد إن ذكرنا إن الحضارات الكبرى القديمة لم تقم حول آبار النفط ، بل قامت حول منابع الأنهار ومساراتها ومصباتها ( حضارة وادي السند والكنج في الصين والهند ،وحضارة وادي النيل بمصر ، وحضارة وادي الرافدين في العراق ، نماذج شاخصة) .
………
أليس ما يدعو للدهشة - حقا- ان تتباين وتتنوع ملامح البشر في بني آدم ،عبر أرجاء المعمورة ، تختلف سحناتهم وملامحهم والوان بشرتهم ، وعاداتهم والبستهم ، وطرق معيشتهم واصناف اطعمتهم وأنماط سلوكهم ،و نوعية دماءهم !،و،،لكنهم يتشابهون كالتوائم السيامية في خرائط ابدانهم …. فالجميع يمتلك معدة وامعاء وقلب وكبد وطحال ورئتين واوردة وشرايين وكليتين و..والجميع — دون إستثناء —يشكل الماء نسبة عالية في كينونتهم ، تتراوح بين ٥٥٪ في حالة العطش ، و٨٧٪ في حالة الإرتواء .
الحقيقة الغائبة عن التداول ، ان ثلثي جسم الإنسان ماء ، فهلا تداركنا حجم الكارثة لو أهملنا الحفاظ على حسوة الماء الصالح للشرب ؟!
نسغ الحياة في خطر !
[post-views]
نشر في: 12 إبريل, 2017: 09:01 م