adnan.h@almadapaper.net
هذه شهادة مُعتبرة لأنها ممّنْ هو مِنْ أهلها المذكورين في المثل القائل "وشهد شاهد من أهلها". الشاهد، أو بالأحرى الشاهدة، هنا، النائبة في البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون، نهلة الهبابي.
دولة القانون هو القوة الأكبر في السلطة منذ أكثر من عشر سنين. رئيس الوزراء الحالي منه، ورئيس الوزراء السابق لثماني سنوات، نائب رئيس الجمهورية الحالي، منه .. ومنه أيضاً نحو ربع عدد الوزراء، وأكثر من ربع عدد أعضاء مجلس النواب، ومعظم رؤساء وأعضاء مجالس الهيئات "المستقلة"، فضلاً عن المئات من وكلاء الوزارات ورؤساء المؤسسات والمدراء العامين والمحافظين ورؤساء وأعضاء مجالس المحافظات والاقضية. معنى هذا أن شهادة نائبة من هذا الائتلاف هي شهادة العارف والخبير، وبالتالي جديرة بقبولها والتعويل عليها.
السيدة الهبابي صرّحت الاثنين الماضي بأن "حزب البعث لا يزال يحكم بعض مفاصل الدولة من خلال بعض عناصره". هذا التصريح لم يُثر دهشتي. أنا مثل النائبة أعرف، كما يعرف كثيرون غيرنا، أن حزب البعث هو أكثر الاحزاب نفوذاً وتنظيماً داخل الجهاز التنفيذي والتشريعي والقضائي لدولة ما بعد 2003، وأعرف أيضاً أن هذا قائم بفضل أحزاب وائتلافات الإسلام السياسي، وفي مقدمها ائتلاف دولة القانون.
شخصياً، ليست لديّ مشكلة كبيرة مع البعثيين، فليس كلهم سيئيين مثل صدام وأفراد عائلته وحاشيته وزبانيته.. كثير من البعثيين كانوا هم أيضاً ضحايا "نظامهم" مثلنا. المشكلة مع البعثيين الذين ما برحوا يتحكّمون بجهاز الدولة. الأحزاب المتنفذة في السلطة منذ 2004، وهي في عمومها إسلامية، اندفعت بحماسة، في مجرى تنافسها وصراعها على السلطة والنفوذ والمال، لفتح أبوابها أمام البعثيين تعويضاً عن النقص في كوادرها وعناصرها.. والأغلبية العظمى من البعثيين الذين تجاوبوا كانوا في الواقع أسوأ البعثيين .. هم المرتزقة النفعيين الذين خلعوا الزيتوني ووشموا جباههم ووضعوا الخواتم في أصابعهم والمسابح بينها. من هؤلاء بالذات تشكّل جيش الفاسدين في جهاز الدولة، ووقف على رأس هذا الجيش قيادات الاحزاب المتنفذة التي رعت العملية الكبرى غير المسبوقة لسرقة المال العام، فأفرغت خزينة الدولة ومهّدت للاجتياح الداعشي.
الشئ بالشيء يُذكر، كما يقال، وفي ودّي أن أذكر للسيدة النائبة الهبابي، مادامت مهتمّة بأمر النفوذ البعثي في الدولة، أن زعيماً لأحد الائتلافات النافذة تمكّن وأحد من أسوأ البعثيين، يترأس إحدى النقابات، من إقامة علاقة وثيقة معه. قيل له غير مرة من داخل ائتلافه ومن خارجه إنه (الزعيم) لا يليق به ولا بائتلافه ولا حزبه، سياسياً واجتماعياً، حتى أن يجالس هذا البعثي المنقلب (الواقع أنه لم يزل على علاقة وثيقة بفلول النظام السابق، لكنه يمارس مهنته السابقة في مسح الأكتاف ولعق الأحذية)، فكان ردّ الزعيم في مرة: أعرف ذلك، المرحلة تتطلب هذا..!، وفي مرة أخرى: لا يهمّ، إنه معنا الآن..!
السيدة النائبة، تَلفّتي حولك في مجلس النواب وفي المنطقة التي تسكنين وفي دوائر الدولة التي تراجعين، لتكتشفي أنك على مسافة سنتمترات فقط من حزب البعث!
جميع التعليقات 2
بغداد
استاذ عدنان حسين حرامية مغارة افتح ياسمسم في المنطقة الخضراء فعلا هم نفس العضة ونفس السبتتنك البعثي العفلقي الفاشي السادي فعلا نزعوا الزيتوني ولبسوا العمامة والخواتم حملوا السبح لكي يحسبوا بها المليارات التي سرقوها ونهبوها من افواه جياع وفقراء العراق الذي
ييلماز جاويد
مقالة جيدة وأنا معها في ما كتبت ما عد قولك ومهّدت للاجتياح الداعشي لأن الصحيح وعقدت صفقة مع داعش لإجتياح الموصل