لطالما تحدث مختصون عن حاجة العراق إلى وضع ستراتيجية خاصة ببناء صناعة متخصصة للغاز الطبيعي بعد دخول المنطقة سباق الاستثمارفيه، كي نكون مؤهلين لإنتاج هذه الثروة الطبيعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها بل وتصديرها والحصول على عوائد مالية كبيرة. واذ تدعو لج
لطالما تحدث مختصون عن حاجة العراق إلى وضع ستراتيجية خاصة ببناء صناعة متخصصة للغاز الطبيعي بعد دخول المنطقة سباق الاستثمارفيه، كي نكون مؤهلين لإنتاج هذه الثروة الطبيعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها بل وتصديرها والحصول على عوائد مالية كبيرة. واذ تدعو لجنة الطاقة البرلمانية الى توسيع الحركة الاستكشافية في هذا المجال ،خاصة في المنطقة الغربية للعراق، تؤكد وزارة النفط سعيها المستمر لتفعيل هذا الجانب، مؤكدة انها ستستأنف العمل في مشروع عكاز في المنطقة الغربية حال استقرار الأمن هناك، في وقت تطمح لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز السائل للمكثفات الذي سنصل به لمعدلات جيدة بعد العامين 2018 و 2019.
وبدأت صناعة الغاز في العراق عام 1961 ببناء إحدى المحطات في البصرة، وتوالى التطوير إلى عام 1977 بإنشاء عدد من المحطات لاستثمار الغاز، ليتم بعدها إنشاء معامل الغاز لتزويد مصانع الاسمنت ومحطات الكهرباء.
الصراع القادم على موارد الطاقة في المنطقة سيتركز على الغاز كما يتوقع خبراء. والعراق رغم ان احتياطياته الغازية غير كبيرة، ولكن من المؤمل تفعيل حركة الاستكشاف في المنطقة الغربية لاحتمال وجود مكامن غازية على أعماق سحيقة وفقاً لرأي عضو لجنة الطاقة البرلمانية إبراهيم بحر العلوم، الذي يؤكد ايضا ان ما يملكه العراق من احتياطيات غازية مثبتة معظمه غاز مصاحب، وهو ينتج بحوالي 3000 مليون قدم مكعب يوميا، لكنه يستثمر ما معدله حوالي الثلث، لذلك من المؤمل ان تصل معدلات استثماره الى 2000 مليون قدم مكعب في نهاية العقد الحالي.
ويقول بحر العلوم في حديث لـ"(لمدى)، لقد كان مشروع غاز البصرة بمشاركة شركة شل وميسيوبيشي الذي ابتدأ قبل عام ونصف لاستثمار الغاز المصاحب من الحقول الجنوبية، وتتم الآن معالجة الغاز للحصول على الغاز الجاف والغاز السائل والمكثفات، وقد نجح العراق في إيقاف استيراد الغاز السائل بل بدأ منذ فترة بتصدير الغاز السائل والمكثفات، علما ان المشروع واجه بعض المعوقات خلال العامين، وتلكأت غاز الجنوب التي تمتلك حصة 51% من شركة غاز البصرة في تسديد الفواتير المستحقة عليها للشريك الأجنبي بسبب الأوضاع المالية التي نمر بها، مسترسلا: على كل حال مازالت الحاجة قائمة لتلبية احتياجات محطات توليد الكهرباء من الغاز الجاف، وهناك ضرورة لاستيراد الغاز من دول الجوار خاصة وان العراق اعتمد في توليد الطاقة الكهربائية على المحطات الغازية.
ويقول الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي:الآن العراق في طور استثمار الغاز المصاحب في عدد من حقوله الرئيسة المستثمرة سابقا، فيما تمت إضافة فقرة استثمار الغاز المصاحب لإحالات جولات التراخيص في الحقول الخضراء التي كانت ضمن جولة التراخيص الثانية ، ولم يتم العمل بالحقول الغازية الثلاثة التي تمت احالتها ضمن جولة التراخيص الثالثة التي هي حقول المنصورية والسيبة وعكاز لحد الآن رغم مضي عدة سنوات على احالتها ، كما لم تجتذب الرقع التي توجد فيها المكامن ذات الاحتمالات الغازية رغبة الشركات في الاستثمار بعكس الرقع ذات الاحتمالات النفطية، لذا من المتوقع اكتفاء العراق من الغاز وتصدير كميات معقولة منه اذا استثمرت حقوله الغازية المكتشفة، وسيصبح العراق على خارطة العالم التصديرية اذا ما تم تطوير رقعه الاستكشافية وتثبيت احتياطيات مؤكدة جديدة
أما المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد فيؤكد، ان الصحراء الغربية واعدة بالثروة الغازية الموجودة في باطن الارض، والثروة الغازية العراقية يتم الاستفادة منها من خلال محورين، الاول هو الغاز المصاحب وهو أكثر من الغاز الموجود في باطن الارض وبالتالي يجري استثمارها على نطاق واسع، أما الغاز الموجود في باطن الارض فوزارة النفط سعت وتسعى لتطوير واستثمار حقل "عكاس" في المنطقة الغربية الذي يعد من الحقول الواعدة الكبيرة ضمن الاحتياطي الموجود في باطن الارض لهذا الحقل، وقد فازت لتطويره شركة " كوجاس" الكورية لكن الاحداث التي جرت في تلك المناطق بعد احتلال داعش لها عطلت هذا المشروع، لكن الوزارة الآن تسعى لاستئناف العمل به بعد تحقيق الاستقرار الأمني.
ويضيف جهاد في حديث لـ"(لمدى)،: انه وضمن خطة الوزارة للاستثمار الأمثل للغاز الموجود في باطن الارض بعد استقرار الوضع الأمني في تلك المناطق هو تكثيف العمل الاستكشافي في هذه المنطقة من اجل اكتشاف المزيد من الرقع الاستكشافية ذات التراكيب "الهيدروكاربونية" سواء أكانت نفطية او غازية، كون المسوحات السابقة تبين ان هذه المنطقة تكون غنية لاحتوائها كميات من الغاز، مواصلاً: وفي المحور الآخر فان الوزارة مستمرة باستثمار الغاز المصاحب للعمليات النفطية سواء من عقود جولات التراخيص او من خلال شركة غاز البصرة وحقق العراق تقدماً في هذا الاطار، بالتالي نسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز السائل للمكثفات وايضا تصدير الغاز السائل كما نطمح الى ان نصل الى معدلات جيدة تحقق كميات وفيرة جيدة بعد العام 2018، و 2019، من الغاز لمحطات الطاقة الكهربائية وهناك مشروع آخر يرتبط بذلك وهو من المصانع "البتروكيمياوية" وتطمح وزارة النفط الى ان يكون اكبر مصنع "للبتروكمياويات" وهذا ايضا مرتبط بعملية تطوير قطاع الغاز.
وعرضت وزارة النفط في أيار 2010، ثلاثة حقول غازية للاستثمار الأجنبي وهي المنصورية والسيبة وعكاز، على ان تكون الشركات التي ستقوم بتطوير الحقول النفطية ملزمة بمنع حرق أي كمية من الغاز المصاحب للنفط، كما تلتزم ببناء منشآت لتصنيع الغاز المصاحب، وتسليمه للعراق من دون مقابل.