قضية تجميد البويضات ليست جديدة حيث بات من الشائع أن نسمع ونقرأ عن بنوك لتجميد البويضات صحيح أن الإقبال عليها مازال محدودا في بلداننا العربية وتحيط بها المحاذير والشكوك إلا أن الفكرة في حد ذاتها ما تلبث أن تطفو على السطح بين ال
قضية تجميد البويضات ليست جديدة حيث بات من الشائع أن نسمع ونقرأ عن بنوك لتجميد البويضات صحيح أن الإقبال عليها مازال محدودا في بلداننا العربية وتحيط بها المحاذير والشكوك إلا أن الفكرة في حد ذاتها ما تلبث أن تطفو على السطح بين الحين والآخر. خطورة القضية تكمن في أنها تلامس شأنا دينيا مباشرا، هو اختلاط الأنساب الذي حرّمه الإسلام تحريما قاطعا ورغم ذلك فإن البعض لا يرى غضاضة في اللجوء إلى التجميد إذا توافرت الشروط الدينية المنضبطة التي تضمن سلامته شرعا ودينا، وهكذا يدور جدلا الآن بين معارضيه ومؤيديه .
ويشير الواقع إلى أن تجميد البويضات أو التبرع بها من سيدة إلى أخرى متعثرة في الحمل، صار أمرا عاديّا جدا في مجتمعات الغرب، بل وتنظمه وتحميه القوانين، وأصبح من الطبيعي أن نرى في صحافتهم ووسائل إعلامهم إعلانات تطلب متبرعات بالبويضات، أو حتى شراءها لكن عندنا في مجتمعاتنا العربية فإن الأمر يختلف تماما.
على المستوى الطبي يعني تجميد البويضات استخراج البويضة من مبيض سيدة، ثم تجميدها وتخزينها في سائل النيتروجين تحت درجة حرارة تصل إلى 147 درجة تحت الصفر، ثم عند الاحتياج إليها يتم فك هذا التجميد وإخصاب البويضة بالحيوان المنويّ للرجل، وإعادة زرع هذه اللقيحة (أي الجنين) في رحم المرأة الراغبة في الإنجاب، وهي عملية تطورت علميا جدا في الغرب وتستخدم فيها تكنولوجيا غاية في التقدم .
الشريعة الإسلامية حرّمت بشكل نهائي أن يتم تجميد بويضة امرأة لم تتزوج، منعا لاختلاط الأنساب لكنها أباحته للسيدات المتزوجات، تحت شروط صارمة ومحددة كما يرى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيّب حيث كان رأيه واضح لا لبس فيه، وهو جواز التجميد لكن بشروط أهمها أن يكون بين الزوج وزوجته فقط وفي حياة الزوج وليس بعد وفاته، وأن يتم حفظ البويضات لفترة قصيرة لحين إتمام التلقيح ثم إعدام ما بقي منها حتى لا يساء استخدامها في ما بعد أو تختلط بغيرها. الواضح أن موضوع تجميد البويضات سيشغل تفكير الكثيرين في الفترة المقبلة وحتى إشعار آخر خاصة وأن العديد من مقالات الصحف والبرامج التلفزية ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تتناوله وكم من أفكار كنا نرتعد خوفا منها في الماضي أصبحت اليوم من الأمور الشائعة المعترف بها .